« فرناندو أرابال « كاتب اسباني من مواليد مدينة مليلة سنة1932، .عاش في طفولته ظلم السلطة الحاكمة في اسبانيا،عاش قضية اختطاف أبيه وسجنه والحكم عليه بالإعدام.في نظام ديكتاتورية فرانكو ، وقد عكس شيئا من ذلك في بعض أعماله المسرحية. هو كاتب مسرحي وشاعر وروائي وسينمائي،أنتح عددا من الأفلام الوثائقية التجريبية ، وقد تجاوزت مجموع إصداراته في مختلف هذه الأنواع الأدبية 200 عمل، ففي الشعر وحده له ما يزيد عن ال60 ديوان ، و يقول « أرابال « عن مسرحه في محاضرة قيمة قدمها في مدينة سيدني « إنه مسرح الذعر theatre panique» ، ويضيف أنه طريقة في الوجود أكثر منها حركة فنية. أرابال هرب من اسبانيا ونظامها الديكتاتوري، ولجأ إلى فرنسا وهو يعيش فيها منذ سنة1955، افتك العديد من الجوائز الأدبية الهامة .وعرف مسرحه رغم ما فيه من ذعر انتشارا في أرجاء العالم واشتغل الكثير من المخرجين عليه وقدمت مسرحياته في أكبر المسارح في العالم، ووجدت استقبالا كبيرا من لدن النقاد والدارسين.وقد نشرت مسرحياته في مجلدات باللغة الفرنسية، كما ترجمت إلى لغات أخرى، أرابال لا يتردد في أعماله من استخدام ما لا يستخدمه غيره من الكتاب.ويعمل على كسر ما يعرف بالطابوهات في العالم وبأسلوب صادم. لا يتقبله الفكر المحافظ ، أينما كان وقد أخرج بعض مسرحياته بنفسه وطبق فيها مفهومه للذعر بأشكاله المتنوعة . قدم في أعماله مشاهد الذعر السياسي متمثلا في أعنف مشاهد التعذيب داخل الأقبية والسجون الفرانكوفونية. ، كما صدرت له مجموعة كبيرة من هذه النصوص نذكر منها» نزهة «سنة 1952 ، « الدراجة الثلاثية» سنة1953 ، « فاندو وليز» سنة 1955، « و« جرينيكا «سنة1959 التي تتحدث عن الإبادة التي قام بها نظام « فرانكو « في هذه القرية وقد استلهم منها مواطنه بيكاسو لوحته الشهيرة « جرينيكا « ، كذلك له نص جميل وعنيف هو « المهندس وإمبراطور اشور « الصادر سنة1956.وهو نص طويل نوع ما مقارنة مع نصوصه الأخرى، ويقوم علي شخصيتين فقط أي أنه « ديو درام « ويبلغ فيه العنف أعلى مراتبه، كما هو الشأن في عمل الكاتب البولندي « سلافومير مروزيق» المعنون ب « في أعالي البحر « . ويعتبر البعض من النقاد أن أهم ما كتبه هو نص « خطاب إلى الجنرال فرانك» سنة 1967 ، وتم الحكم عليه بسببه بالسجن، وقد وجد تضامنا كبيرا من قبل كتاب العالم. ، ورغم النجاح الذي عرفه ويعرفه مسرح هذا الكاتب في العالم فلا احد اقترب منه عندنا في الجزائر ، ما عدا تلك التجربة التي قدمها المخرج حبيب بوخليفة من خلال مسرحية «المهندس والإمبراطور « سنة2007 ، ولا أعرف من عشاقه بين المسرحيين عندنا سوى هارون الكيلاني الذي كان لي حديث معه حول أرابال سنة2007 في مدينة عنابة على هامش المهرجان المحلي للمسرح المحترف، و أنا شخصيا عملت على ترجمة نصين له وهما «فاندو وليز» ، و« صلاة « اللذان نشرا في يومية صوت الأحرار، وكذلك ترجمت له مجموعة من القصائد نشرت هي نفس اليومية ، .. مسرح أرابال هو مسرح الذعر الأرابالي يتميز بأنه أدب التمرد ورفض الخضوع والاستسلام .