((وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني)) هكذا قال أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول خطبة له في المسلمين متواضعا طالبا للمساعدة والتقويم عند الحاجة لأن ليس معصوما من الخطأ بينما كانت الشعوب الأخرى تقدس ملوكها وحكامها معتقدة أنهم أبناء الآلهة وبدل أن ينقل العرب هذا النمط من الحكم والسياسة قلدوا كياسرة الفرس وقياصرة الرومان وساروا على دربهم في الاستبداد والظلم دون مراقبة أو محاسبة لخليفة الله وظله في الأرض ورغم أفكار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي هبت على العالم الحديث منذ الثورة الفرنسية 1789فإن الشعوب العربية مازالت تعاني من الحكام المتسلطين المتربعين على العروش والكراسي من أصحاب الجلالة والفخامة الذين استولوا على حكم البلاد بالانقلابات والتزوير أو بالتوارث لا فرق بين الملكية والجمهورية والانتخابات مجرد شهادة زور لبقاء السيد الخالد في منصبه لعقود من الزمن مع إضفاء الألقاب والأوصاف السنية عليه وكيل المديح له وبداية الخطابات ونشرات الأخبار باسمه وكل الخير يأتي من عنده وبسببه حتى المطر المتساقط من السماء فقد جمع كل المحاسن والصفات الجميلة أما الفساد والجهل والتخلف والفقر والمرض والتبعية فهي من الشعب وإليه ولولا وجود القائد الملهم لحدث الأسوأ فلابد من الصبر على الزعيم حامي الوطن والتجديد له في كل موعد انتخابي والتغني بإنجازاته العظيمة وهكذا تتم عبادة الشخصية بالتمادي والإفراط في والتملق لرأس الدولة في النظام الشمولي ويمتد إلى كل رموز النظام في هرم السلطة من القمة إلى القاعدة ويصير للمسؤولين بمختلف درجاتهم في مؤسسات الدولة والإدارة العمومية شأن عظيم نتيجة البيروقراطية فيعاني المواطن من الحقرة وتنتشر الوساطة والرشوة والمحسوبية وتضيع الحقوق وتتعطل المصالح ويقع الانسداد ثم الانفجار لقد أعاد الحراك السلمي للشعب الجزائري كرامته وسلطته وسيادته وأصبح متحكما في الشارع بمسيراته السلمية وتمكن من إسقاط الرئيس السابق الذي كان يتعالى على الجميع بما في ذلك البرلمان وأسقط معه رؤوسا أخرى ويطالب برحيل الجميع ويريد انتخابات حرة ونزيهة يختار بواسطتها الأشخاص القادرين على خدمته والسهر على مصالحه وليس الطغاة المتكبرين الخارجين عن القانون والدستور فالمسؤول مهما كانت وظيفته ودرجته يجب أن يكون تحت المراقبة الشعبية في المستقبل إذا أردنا بناء دولة حديثة ونظاما سياسيا عادلا وديمقراطيا.