تحت الأنقاض، على جنبات الوديان، في الحرائق وفي الانهيارات بموت «الڤلاليل» «المساكين» «الزوالية» وأولاد وبنات وأباء وأمهات وجدّات وأجداد الجزائر الرضّع والفطّم من الذين يلاحقهم الموت من المهد إلى اللحد.. خلف المدينة ومن وراء الريف. مجرد أخبار على صفحات الحوادث بالجرائد وأسماء تموت نكرة كما ولدت أو كما منعها المسؤولون من الصرف ببساطة حين صرفوا النظر منذ الاستقلال عن عمق المدينة عن الحمري عن سيدي الهواري عن الدرب وعن تلك التجمعات البائسة من شكلاوة إلى شطيبو إلى الحاسي.. مجرد أوعية انتخابية تداعبها «الرؤوس الغليظة» وتراودها بقفة رمضان (حاشا رمضان المعظم) من هنا أو بمنحة معوّق لا تكفي شراء حبّة بطاطا، ومنتخبون يبيعون الأوهام والميزيرية مقابل أصوات تصنع منهم قواضم وقوارض بل وبولبويات نهمة لا تعرف الشبع... من «بَكْري» ألفنا المأساة تخنقنا وترقد في أحشائنا حين تشتد «العُبْرة» ويضيق البلعوم ويخفق في ردّها خارجا... «بزّافْ»! «بزّافْ»! لما يخبط الموت عشواءً يقتل امرأة أمّا وسط النيران وهي تنقذ فلذات كبدها داخل مستودع العار من عمق دهاليز البؤس المنسية بسيدي الهواري، مأوى للانتظار بل ومحشرا يدكّ فيه البشر منذ 18 سنة إلى أن تحل الكارثة... «كبرت وهرن» أبراج زجاجية وناطحات سحاب حتى وسط أحياء الغلابى، ساحات بالرخام الإسباني وأضواء لمّاعة مجرد مساحيق تدس خلف بلاس دارم، خلف مسرح علولة تحت هضبة المرجاجو وعلى أنقاض «سكاليرا» تدس الهم والغم والغبن ومرارة العيش وكدر الزمن في صمت. ماتت امرأة أم أطفال بحرقة النار وحرقة انتظار قبر الدنيا والأكيد على ما هو الحال عليه فمآسٍ أخرى لا قدر الله في الأفق إلى أن يسمع ويستجيب من في قلوبهم وليس في آذانهم صمم... رُوحِي يا وهرن... الأبراج و«الغيران»!!