أعلن، رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، تمسكه بمنصبه إلى غاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكدا، أن الوضعية «الاستثنائية» التي تعيشها البلاد «تلزمني على الاستمرار في تحمل مسؤولية رئيس الدولة إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية». وعلى مقربة ساعات من الحراك الشعبي الذي عهد، الجزائريون فيه الخروج للشارع كل يوم جمعة، جدد، رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، سهرة أوّل أمس، في خطابه للأمّة دعوته إلى الحوار والتشاور من أجل تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، مؤكدا، «أدعوهم جميعا إلى اختيار سبيل الحوار الشامل وصولا إلى المشاركة في رسم معالم طريق المسار التوافقي، الذي ستعكف الدولة على تنظيمه في أقرب الآجال، أقول أدعوهم لأن يناقشوا كل الانشغالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة والتوصل من ثم إلى وضع معالم خارطة طريق مهمتها المساعدة على تنظيم الاقتراع الرئاسي المقبل في جو من التوافق والسكينة والانسجام». وجاءت، دعوة بن صالح، للحوار، غير واضحة المعالم، حيث أنه لم يحدّد الطريقة التي سيلجأ فيها للحوار ولا الشخصية التي ستتحاور معها الطبقة السياسية ولا الشخصية التوافقية التي سيقع عليها الخيار لتمثيل الحراك في الحوار الذي ستطلقه رئاسة الجمهورية هذه المرّة، دعوة، بن صالح بدت مرفوضة من طرف الشارع الذي وصف، الخطاب ب « المستفز»، معتبرا، أن « بن صالح من الباءات المرفوضة ولا يمكن التحاور معه ولا يمكن أن يكون رجل المرحلة لا الحالية والقادمة»، حسب ما استقته « الجمهورية» على لسان البعض من المشاركين أمس، في مسيرة الحراك المتواصل منذ ال 22 فيفري الماضي, وبالعودة لخطاب، رئيس الدولة، وصف، بن صالح، المرحلة القادمة ب « الفرصة الثمينة» لتوطيد الثقة وحشد القوى الوطنية لبناء توافق واسع حول كافة القضايا المتعلقة بالجانب التشريعي والتنظيمي والهيكلي لهذه الانتخابات ، في ذات السياق بالإضافة إلى ميكانيزمات الرقابة والإشراف عليها. كما، تعهّد، رئيس الدولة، أن الرئيس المنتخب هو من سيقوم بالإصلاحات التي يريدها الشعب، حيث قال «صحيح أن بلدنا بحاجة إلى إصلاحات وإلى رسم آفاق جديدة في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ذلكم هو المبتغى الذي عبر ويُعبر عنه شعبنا بطريقة واضحة وسلمية»، وتابع «وهنالك أيضا رهانات وتحديات أخرى عديدة وصعبة تنتظر بلدنا الذي يحتاج إلى حشد كل القوى الحية التي بداخله. ويبقى يقيني راسخا من أن رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا هو وحده الذي يتمتع بالثقة والشرعية اللازمتين لإطلاق هذه الإصلاحات والمساهمة في رفع التحديات التي تواجه أمتنا». مبديا، قناعته بأنّ الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في آجال مقبولة، دونما إضاعة للوقت، هي السبيل الأنجع والأوحد سياسيا والأكثر عقلانية ديمقراطيا»، مهيبا، الجميع بعدم « تضييع الوقت والانصراف إلى العمل الجاد الذي من شأنه المساعدة على التوصل إلى إيجاد صيغ الحلول التوافقية الكفيلة بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وفي أجواء تنافسية شفافة».