كيف لولايات تملك مؤهلات عظمى من سدود و مياه جوفية و واحات و محطات تحلية مياه البحر و مصادر لا تحصى و لا تعد و مشاريع صُرف عليها الملايير أن تعاني مدنها قبل دواويرها من أزمة ماء خانقة . فقد اتضح جليا أنه لا يكفي بأن نقول أن لدينا مؤهلات إن كان هناك مشاكل في التسيير و استغلال هذه الثروة الهائلة و إيصالها إلى مكانها و رفع الغبن عن المواطنين التائهين بين الأحياء حاملين الدلاء بحثا عن قطرة ماء . و كانت البلديات التي لا تزال تسير هذا المجال قد برهنت عن فشلها الذريع و عجزها عن تسيير القطاع رغم وفرة الماء لافتقارها للإطارات و الهياكل التقنية و التجارية بالإضافة إلى اهتراء و قِدم شبكة المياه التي لم يتم تجديدها منذ عقود خلت و حتى الجزائرية للمياه أنهك كاهلها الديون لدى زبائنها بالإضافة إلى القرصة و الربط العشوائي و التسربات المائية التي شكلت نقاطا سوداء بعدة مناطق لم تستطع الشركة معالجتها لنقص السيولة المالية لديها جراء عدم تمكنها من استرجاع مستحقاتهم من زبائنها المتقاعسين عن دفع فواتير نظير خدمة توفير الماء الذي هو نبض الحياة.