اختتمت أول أمس بالأبيض سيدي الشيخ فعاليات ركب سيد الشيخ ، وهي التظاهرة التي اعتادت المدينة على إحيائها كل سنة ،باعتبارها جزء من الموروث الثقافي للمنطقة . وقد شهدت المدينة حركة غير عادية بمناسبة هذا الحدث الشعبي، حيث استقطبت الآلاف من الزوار والمريدين، الذين استمتعوا بعديد النشاطات الفنية والتقليدية ، في مقدمتها ألعاب الفروسية والمعارض التقليدية التي أنعشت الحركة التجارية، إلى جانب المعرض الذي احتضنه ملحق المركز الثقافي الإسلامي من تنظيم جمعية سيدي الشيخ للآثار و التراث والتاريخ وجمعية «تينكرت»للسياحة والتراث، وجمعية ريم الصحراء للموسيقى و الفن الأصيل. حيث ضم هذا المعرض التاريخي مئات الوثائق التاريخية، والمخطوطات والمعلومات عن التراث المادي، إلى جانب ختم القرآن الكريم، ومحاضرة عن تاريخ المنطقة. الاحتفاء بفوز الفريق الوطني وفي ذات الصدد استمتع زوار وعدة سيدي الشيخ ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بالعروض التي قدمها الفرسان بمناسبة فوز المنتخب الوطني على نظيره السنغالي ، حيث تحولت الوعدة إلى عرس كروي بحضور أزيد من 15 ألف زائر، في أجواء احتفالية غير مسبوقة بالأبيض سيدي الشيخ ، كما تحولت حلقات الرقص الشعبي و الغناء البدوي والشعر الملحون إلى فضاء لتشجيع الفريق الوطني والإشادة بانتصاراته ، زينته الألبسة الرياضية التي تحمل أسماء لاعبي الخضر. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الركب ينظم تقديرا للولي الصالح سيد الشيخ ، الذي عاش في الفترة الواقعة بين 1533م/ 940ه/ 1616م / 1025هجري، وهي مناسبة يتذكر فيها المنظمون والزائرون خصال رجل عاش حياة صوفية أكسبته احتراما وتقديرا بين الناس تجاوز حدود الوطن، كما أنه أسّس الطريقة الشيخية نسبة إلى الشيخ، و التي صار لها أتباع ومريدون من مختلف أنحاء الوطن، مع التذكير أن هذه التظاهرة مصنفة كتراث عالمي من طرف ‘'اليونيسكو'' منذ 5 سنوات، وستتواصل على مدار 3 أيام.