حتى و إن كان حمري قد وعد بعض مقربيه بأنه وفي حال تراجعه عن الاستقالة بشكل رسمي، فسيقوم بتغييرات جذرية وشاملة ستمس جميع الأصعدة، بداية من مجلس المساهمين الذي استقال أعضاؤه بشكل جماعي، وصولاً إلى الجهاز الإداري والطاقم الفني، إلا أن الأيام الماضية لم تعرف أي جديد داخل الإدارة، بل أن نفس الأعضاء المعتادين ظلوا يظهرون في الصورة. هذا وعرف محيط السريع تداول بعض الأخبار بخصوص سعي رئيس مجلس الإدارة إلى التعاقد مع مناجير عام جديد و كذلك مدير رياضي يمكنه تولي زمام أمور تسيير الفريق بصلاحيات موسعة، لكن مصادرنا الخاصة كشفت أن ذلك يبقى مجرد محاولة لذر الرماد في العيون، بدليل أن حمري لم يربط اتصالاته مع أي طرف جديد، في حين يواصل الأعضاء الآخرون اتصالاتهم باللاعبين سرًّا مثلما تعودوا على فعله في جميع المواسم الفارطة. المتتبع للشأن الداخلي لسريع غليزان، يدرك أن حمري طالما تمسّك بمعاونيه الحاليين و لم يستغن عنهم حتى في أصعب الظروف، حيث ورغم معارضة الأنصار بشدة لمحيط الإدارة، إلا أن رئيس الفريق يصرّ دوماً على التعامل مع نفس الأطراف التي كان ينتقدها بشكل مباشر و يشك في كفاءتها، لكنه لم يستغن يوماً عنها بدليل ما حدث مع علي هواري الذي طلب منه عدم الظهور في الملعب مع مواصلة مهامه كمناجير عام بشكل عادي و حسب ما أفادت به مصادر الجريدة، فإن الرجل الأوّل في الإدارة الغليزانية تلقّى العديد من الاتصالات و الاقتراحات من قبل أطراف تسعى إلى فرض وجودها في السريع بأي صفة ممكنة، حيث سارع هؤلاء إلى عرض خدماتهم في محاولة من كل واحد منهم للاستفادة كما ينبغي من التغييرات التي يمكن أن تطرأ داخل الفريق في الأيام القادمة, وما يحدث في محيط السريع حاليًا لا يختلف كثيرًا عما حدث الصيف الماضي، لما صار مكتب حمري المتواجد بمركز الفروسية قبلةً للعديد من الأطراف المعروفة في غليزان، التي حاولت بشتى الطرق أن تحصل على المناصب في الجهازين الإداري والفني، الأمر الذي جعل الكثير من المشجعين يتشاءمون حول امكانية تحقيق الصعود و هو التشاؤم الذي كان في محله بالنظر إلى مشوار الرابيد في الموسم الماضي ، و الملاحظ لما يدور في محيط السريع خلال المواسم القليلة الماضية، هو أنه و في ظل افتقاد الفريق إلى الكفاءات العالية على جميع المستويات، فقد ظهرت فئة لا يهمها في الرابيد سوى الحصول على محضر تنصيب في أيّ منصب ممكن، حتى تتمكن من التوجه شهريًا نحو البنك للحصول على الأجور، إلى درجة وصلت حتى ببعض من يسمون أنفسهم بمناصرين وهم عكس ذلك للمطالبة بالحصول على الأموال مقابل عدم اختلاقهم للمشاكل في التدريبات والمباريات، ذلك ما جعل بعض المحبين الأوفياء يعتبرون أن السريع تحوّل إلى وكالة للتشغيل في نظر تلك الفئة، و معروفٌ على رئيس السريع محمد حمري أنه يتعامل بنوع من الليونة مع الدخلاء الذين يسعون دوماً لاستغلال ذلك لأجل تحقيق ما يريدونه، الأمر الذي جعل الفريق يدفع الثمن بما أن إدارته كانت هشّة و ضعيفة جدًا، بما أنها لم تضم إلا رئيس يصرف الأموال و موظفين لا يقاسمونه المسؤوليات وكل ما يهمهم هو الحصول على الرواتب الشهرية، لذلك فإن حمري يبقى مطالباً بتغيير العقلية و التخلي كلّيًا عن الحشمة التي تنفعه لا هو و لا السريع، بل يتوجّب عليه التحلي بالصرامة التي يستدعيها المنصب الذي يشغله.