على حين غرة تسلل زميلنا الصحفي ونائب رئيس التحرير بن عياد بومدين، دون سابق إنذار، في يوم العيد. غادرنا، بدون وداع ونحن الذين كنا ننتظره للملاقاة وتبادل قبلات العيد، غادرنا صاحب الدعابة والنكت الطريفة الخفيفة، عاشق الموروث الشعبي واللغة الدارجة التي كان دوما يفتخر بها، كونها من رحم لغة الضاد... ذهب بومدين إلى غير رجعة.. إنه القضاء والقدر، الذي لا يسعنا نحن إلاّ أن نسلم به، في الحل والترحال. بومدين كنّا دائما نعاتبك في مزح على سيجارتك التي لم تكن تفارقك وكنت تعتبرها نكهة صديقة، مردّدا دوما، «الله يرحم والديكم لا تحرموني من نشوتها». بومدين الذي أحبّ الجريدة حتى النخاع، فلا غرابة في ذلك، فأنت الذي ترعرعت فيها وأنت يافعا، مندفعا متحمسا، للقلم والكلمة، و«الموراس» وقراءة العناوين بلا تنوين.. إنك يا بومدين خطفك منا المنون، وأنت الذي كنت تنتظر بشغف عطلتك حتى تشحن «بطاريتك». على شاطىء «بورساي»، هذا المرسى الذي سحرك بجمال مناظره وطيبة أهله، حتى كاد أن ينسيك مدينة سيدي بلعباس مسقط رأسك..، ومصدر إلهامك فوق كل هذا... وداعا يا بومدين، فكنت نعم الزميل والصحفي الملتزم المحترف، الذي كان دائما يضع مصلحة الجريدة التي أحببتها فوق كل اعتبار.. التحرير