تحيي الزاوية التجانية بعين ماضي في الأغواط، الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الخليفة العام الشيخ أمحمد بن محمود التيجاني، في احتفالية بمهد الطريقة التجانية عين ماضي التي احتضنها زاوية المرحوم. بحضور الشيخ علي العرابي التجاني الخليفة العام 11 للطريقة التجانية والعديد من الضيوف والمريدين الذي وفدوا إلى المكان من كل الولايات. الاحتفالية تتخللها برنامج ثري وضع حسب نجله محمد الحبيب التجاني، ليكون في مستوى الحدث، حيث يتضمن النشاط ندوة حول الطريقة التجانية، ودورها في نشر الإسلام الحنيف ونبذة عن حياة الشيخ المرحوم من تقديم بعض الأساتذة والمريدين. بالإضافة إلى إقامة حلق التلاوة والذكر. وتعتبر الطريقة التجانية إحدى منارات الطرق الصوفية بجزائر والعالم، حيث قدم لها الشيوخ الكثير وحافظوا على أداء وظيفتها الروحية ونشر المحبة والأخوة والروح الوطنية بين منتسبيها ومختلف شرائح المجتمع. ولد الشيخ أمحمد بن محمود التجاني بن الحاج محمود بن محمد البشير بن محمد الحبيب بن أبي العباس أحمد التجاني في 22 ديسمبر 1933 بعين ماضي الواقعة على بعد 85 كلم جنوب غرب الأغواط حيث نشأ وترعرع وتعلم القرآن الكريم على يد الشيخين الحاج محمد السستاني والجيلالي بن الطيب برواية ورش كما تلقى مبادئ العلوم باللغة الفرنسية على يد معلمه الشيخ علي بن الشيخ ثم راح ينهل من مبادئ الفقه والتفسير والحديث ومصطلح الحديث وعلوم القرآن الكريم واللغة عن العلامة أحمد لعناية التجاني الماضني الدهصي ضمن حلقات العلم التي كانت تقام آنذاك بمسجد الزاوية التجانية، واشتغل في الزراعة وتربية الماشية فكان متواضعا بسيطا سافر في طلب العلم والعرفان وزيارة المشايخ بكل من المغرب، موريتانيا، تونس، النيجر، نيجيريا، مصر والسودان وهو ما مكنه من توسيع معارفه والإلمام بكل ما تعلق بالطريقة وأتباعها فكانت داره ولا تزال محطة للزوار وزاوية مفتوحة للضيوف منذ أكثر من أربعين عاما، وانخرط في صفوف جيش التحرير على غرار أترابه في أوائل عام 1956 فآلمته الانكسارات وأسعدته الانتصارات وبعد الاستقلال غاص في مكتبته العظيمة التي تحتوي على أمهات الكتب الدينية والمخطوطات النادرة، فراح يتردد بينها وبين مزرعته وبعض مشاغل الحياة اليومية، وفي عام 1976 سافر إلى بيت الله الحرام حاجا ومعتمرا ليعود بعدها إلى عهده السابق، فكان رحمة الله عليه متميزا بأخلاقه الحميدة وسيرته العطرة الطيبة، حريصا على فعل الخير ونبذ المنكرات، فكان يتصف أسلوب حياته بالالتزام والاتزان والصدق، كما عرف بقوة البيان والحجة زاهدا في الدنيا بعيدا عن السياسة وما شابهها. تولى الخلافة في 09 جانفي 2006 ليكون بذلك الخليفة العاشر بعد رحيل الخليفة الشيخ عبد الجبار التجاني، أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش لعدة سنوات قبل أن يشتد عليه الألم في السنوات الأخيرة مما تطلب علاجه في عدة مصحات ومستشفيات وعيادات متخصصة عبر التراب الوطني كان آخرها مستشفى أحميدة بن عجيلة الذي لم يمكث به طويلا ليتم نقله إلى مستشفى عين النعجة العسكري حيث أحيط بعناية طبية خاصة لكن حالته الصحية لم تكن مستقرة إلى أن أسلم الروح لباريها وووري جثمانه الطاهر التراب عقب عصر يوم الأربعاء من يوم 25 أوت 2010 بمسقط رأسه عين ماضي بمسجد سيدي محمد الحبيب في الحي القديم بجوار جده ووالده وبعض من الأسرة الشريفة بحضور وفود رسمية رفيعة المستوى وطنية وأجنبية مدنية منها وعسكرية...