قدم المخرج السينمائي عبد اللطيف مراح، في إطار الطبعة 52 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة، فيلمين وثائقيين بقاعة السينما الشيخ حمادة بمستغانم، حول شخصيتين مسرحيتين معروفتين، تعدان من خيرة ما أنجب الركح الجزائري، ونعني بهما الراحلان ولد عبد الرحمان كاكي عبد القادر بلمقدم المعروف برائعة « الماء..الماء.. ماء سيدي ربي.. جايبو من عين سيدي العقبي..»، إذ سلط عبد اللطيف مراح بعدسته، جانبا من حياتهما النضالية والكفاحية والإبداعية، للتعريف بمسارهما الطويل وتخليد سيرتهما للأجيال التي لم تعش ولم تقف على أعمالهما المسرحية التي تعد ضمن أبرز أعمال الفنانين الجزائريين الساطعة، الذين ارتقوا بالركح الوطني قبل وبعد الاستقلال.. حيث كانت أعمالهما المسرحية مفعمة برسائل الكفاح ومليئة بالعبر والمغازي، التي تحرص على غرس قيم حب الوطن والدفاع عنه، والمحافظة على رسالة الشهداء، وما زاد من جمالية الفيلمين الوثائقيين، هو حضور كوكبة من المبدعين الذين عايشوا جانبا وفترات من حياة هؤلاء العمالقة على غرار الصحفي والناقد المسرحي القدير كمال بن ديمراد، الفنان الكبير حملاوي عبد الله، المسرحي محمد أدار، لشلاح عبد العزيز وحتى شقيقة ولد عبد الرحمان كاكي، أبت إلا أن تحضر فيلم شقيقها الذي يعد أحد عملاقة المسرح في الجزائر.. وأكد المخرج السينمائي عبد اللطيف مراح، أمس في تصريح ل«الجمهورية»، أن هذه الأعمال الإبداعية هي فرصة لمحاربة النسيان والمحافظة على الذاكرة الفنية من الضياع، مضيفا أن ولد عبد الرحمان كاكي وعبد القادر بلمقدم من الشخصيات الفنية الخالدة في المسرح، فهما مجاهدان قاوما بالثقافة والإبداع، وقد قمت بإخراجهما من القبر وأعطيتهما الروح مجددا في هذا المهرجان، حتى يتعرف شباب اليوم على أجدادهم وأسلافهم الذين ناضلوا من أجل جزائر حرة وديمقراطية.. تجدر الإشارة إلى أن عبد اللطيف مراح، قام بإخراج العديد من الأفلام الوثائقية على غرار الشاب حسني، وبلاوي الهواري، وامحمد بن زرقة، وأحمد صابر، والشيخ العربي بن صاري، والشيخ رضوان، وفرقة «راينا راي» والشيخة طيطمة... إلخ