وقفة عند الذكرى ال50 لتأسيس المسرح الوطني للهواة أبرز فعل ثقافي ميز ولاية مستغانم عن بقية ولايات الوطن سنة 2017 هو اختيارها لتكون عاصمة للمسرح ، و التي صادفت الذكرى ال50 لتأسيس المسرح الوطني للهواة سنة 1967 ، ما جعل مدينة الظهرة تفتح ذراعيها لتظاهرات دولية هامة على غرار الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي جمع فرقا من جل الأقطار العربية، وكذا مهرجان الفيلم العربي وذلك مناصفة مع ولاية وهران، ضف إلى ملتقيات دولية أخرى اهتمت بالإبداع وسط الرسامين التشكيليين،والملتقى الدّولي حول كتابات كاكي التي جمعت عددا كبير من أساتذة الجامعات من الجزائر وخارج الوطن تدارسوا لأيام الأبعاد الفلسفية لكتابات المخرج المسرحي ولد عبد الرحمان كاكي[ 1934/1995 ] . و بخصوص الأفلام السينمائية فقد احتضنت قاعة الشيخ حمادة بوسط مدينة مستغانم الطبعة الرابعة لبانوراما الفيلم الثوري ، حيث تم عرض أفلام وثائقية قيمة من حيث الجانب التاريخي مثل فيلم " عبد القادر "، " الأرض تهتز من تحت رجلي "و " روشي نوار" وغيرها من العروض التي كانت تختتم دائما بمناقشات ، في حين كانت جائزة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هي الأخرى حاضرة بمستغانم سنة 2017 ، حيث تم توزيع ولأول 6 جوائز على الفائزين بجائزة علي معاشي فيالذكرى ال 59 لاستشهاده سنة 1957 ، وجعت هذه الجوائز بين من الرواية و المسرح و الفنون المسرحية، الفنون التشكيلية ، الشعر ، السينما والموسيقى تكريم شخصيات رائدة وفتح منشآت ثقافية كانت عاصمة الظهرة مستغانم سنة 2017 على موعد مع تكريم شخصيات قدمت الكثير في مجال الفن والعلم على مدار عقود من الزمان ، أولهم الشاعر محمد الحبيب حشلاف [1924/2005] الذي اشتهر بكتابة قصائد لفنانين ذاع صيتهم عبر كل أنحاء الوطن أمثال نورة ، سلوى و رابح درياسة ،وعليه أطلق اسمه على قاعة السينما إفريقيا سابقا ، هذا إضافة إلى المجاهد عبد القادر بن عيسى الذي أطلق اسمه على معهد الموسيقى بمديرية الثقافة، و الذي ساهم بقدر كبير في الكتابة والتأليف في مجال التاريخ والمخطوطات ، حيث فاقت أعماله 8 آلاف كتاب ومخطوط، وهي اليوم محفوظة بمتحف المجاهد لولاية مستغانم . أما محمد خدة [1930/1991] الفنان التشكيلي والنحات الذي تجاوزت أعماله الفنية مجال البحر الأبيض المتوسط ، كونه يعد من بين الرسامين الجزائريين العصريين وأحد أهم ممثلي "رسم الإشارات" فقد أطلق اسمه على المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بحي صالمندر ، آخر المكرمين كان الممثل عبدالقادر بلمقدم الذي قدم الكثير في عالم المسرح ، حيث كان من بين الأوائل الذين شرفوا المسرح الجزائري إلى جانب عبد الرحمان كاكي ، الجيلالي بن عب دالحليم ، جمال بن صابر ، مزاجا بوزيد ، وهذا بأدائه أدوارا رئيسية في عروض مسرحية نذكر من بينها "ديوان القراقوز" ، "بني كلبون" ، "ايفرقيا السنة 1" ، "القراب والصالحين" ، "132 سنة" وغيرها،ما دفع إلى تسمية الهواء الطلق بحي العرص بلمقدم عبد القادر .