قامت ثورة الفاتح نوفمبر من اجل الحرية والاستقلال وإقامة دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية كما جاء في بيان أول نوفمبر 1954 وهذه النظرة العميقة مستمدة من أدبيات الحركة الوطنية بكل اتجاهاتها التي تكون على أيديها قادة الثورة وإبطالها العظماء الذين تمردوا عليها وبادروا إلى حمل السلاح بعد أن أدركوا أن الاحتلال الفرنسي المدعوم بالمعمرين الذين يحتكرون الثروة والنفوذ في البلاد لن يعترف بحقوق الجزائريين خاصة بعد ارتكابه لمجازر الثامن ماي 1945 والتي ذهب ضحيتها 45 ألف شهيدا وقد برع الحاكم العام نيجلان في تزوير الانتخابات بشكل مكشوف وصار قدوة لمن بعد (...). وقد امتاز ثوار أول نوفمبر 1954بحسن التنظيم والتكوين والعمل الجماعي والتخطيط وتحديد الهدف والاعتماد على الشعب وتجنيده باسم الوطنية والإسلام فاستعملوا شعار (الله أكبر والمجاهد والشهيد) وكونوا جبهة التحرير الوطني لتقوم بالعمل السياسي والنضالي وجيش التحرير الوطني للقيام بالعمل العسكري ثم انشئا الحكومة المؤقتة في 19سبتمر 1958 وصولا إلى استرجاع الاستقلال والسيادة وإقامة الدولة الجزائرية المستقلة في 5 جويلية 1962 والتي تعرضت للاختراق والتشويه والانحراف وتحكمت فيها في عهد الرئيس السابق أقلية من أصحاب النفوذ والمصالح والامتيازات فانفردت بالحكم وزورت الانتخابات للبقاء فيه واستأثرت بالثورة والمناصب والمكاسب ونشرت الفساد في مفاصل الدولة وهمشت أغلبية الشعب خاصة الشباب وسلطت عليه الظلم والفقر والبطالة والغلاء والضرائب المجحفة . بينما كانت الملايير تذهب لجيوب وحسابات الفاسدين من وزراء وولاة ومسؤولين كبار ومقاولين ورجال أعمال ونواب بالبرلمان . وتكونت طبقة من الأثرياء منفصلة عن المجتمع ومتعالية عليه تنهب كل ما يقع أمامها فاقت في فسادها وجشعها الكولون في عهد الاستعمار الفرنسي البغيض وكان لابد من ثورة لتخليص الوطن والشعب منها بعد أن تجاوز الظالمون المدى وكان إصرار العصابة على العهدة الخامسة لرئيس مريض مقعد عاجز عن الحركة والكلام بعد ان مررت العهدة الرابعة بالتزوير على طريقة سيء الذكر الحاكم الفرنسي مارسيل ادموند نيجلان في انتخابات 20 سبتمبر 1948. وكما قيل التاريخ يعيد نفسه والثورة غالبا ما تعود إلى أساليب النظام الذي قامت عليه وهذا التصرف الطائش من رموز النظام ادى لخلق موجة من الغضب لدى الشعب ظهرت واستغل الشباب مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك للتعبير عن سخطهم ورفضه للعهدة الخامسة وقاموا بالدعوة إلى تنظيم مظاهرات يوم الجمعة 22 فبراير 2019 فكانت بداية الحراك الشعبي السلمي الذي شارك فيه ملايين المواطنين من مختلف الفئات والاتجاهات وما يزال متواصلا رغم سقوط العديد من أعضاء العصابة الفاسدة وسجنهم في الحراش والبليدة ، وقد التزم الناشطون في الحراك بالسلمية والروح الوطنية النوفمبرية الباديسية والمحافظة على وحدة الوطن وأمنه واستقراره والأخوة بين الجيش والشعب ...