قدمت أول أمس تعاونية ورشة الباهية للمسرح والفنون بوهران العرض العام لمسرحية "الخيمة" للمخرج سعيد بوعبد الله على خشبة المسرح الجهوي عبد القادر علولة. و تابع الجمهور خلال أكثر من ساعة حيثيات العرض الذي عالج صراع الأخوة، وكيف أن كل واحد يحمل فكرة معينة، فالأوّل منغرس في جذور الأصالة و الأخر يريد التغيير والمعاصرة في لوحات فنية أبدعت فيها وجوه تمثيلية جديدة تشارك لأول مرة في تقديم هذا العمل المسرحي الجديد من خلال بروز الشابة المبدعة إيمان بلحية و إبراهيم حدي ومجاهري صهيب محمد. وتعالج هذه المسرحية لمؤلفها المغربي أحمد كارس إشكالية التضاد التي تجسدت من خلال أحداث العرض التي دارت داخل أسرة تعيش صراع يعكس بعض مقومات المجتمع الأصيل من خلال التمسك بالهوية وبالتراث الموروث والمعايير الأخلاقية وثوابت الحضارية، التي تظهر جلية مع شخصية "الخمري" العاشق للأرض والأجداد، وبين شقيقه "الكومري" الذي يحب التغيير وتجديد المفاهيم وأخذ الأفكار من الحضارة المعاصرة الغربية محاولا قطع الصلة بالماضي، وفي هذه الحلقة الثنائية هناك أختهما الكبرى "مرجانة" التي تقف حائرة أمام وضع أخويها اللذان دخلا في صراع حاد ولا تعرف كيف تحل الإشكال بينهما، حيث اعتمد الممثلون في إعطاء للخيمة البعد الرمزي و الدلالي لما تعكسه الحياة الاجتماعية من عادات وتقاليد باعتبارها فضاء للذاكرة يحتضن الإبداع الفكري في الجزائر أو الوطن العربي، ومن جهة ثانية نجد السينوغرافية التي استعملها الفنان مجاهري حبيب كانت جد متميزة حيث أضافت للعرض إشراقا و أعطت له بعدا فنيا، خاصة وأن تعاونية ورشة الباهية للمسرح و الفنون قد عادت بإنتاج جديد يحمل الكثير من المفاهيم والدلالات التي تعكس الوضع الراهن بعد أن حققت نجاحا كبيرا على المستوى المغاربي و العربي من خلال عرض "أنا والمارشال"، ورصيدا أخر من الأعمال التي نالت العديد من الجوائز الفنية في التظاهرات المسرحية الوطنية و الدولية.