يمتد اهتمامي لما يكتب باللغة الفرنسية إلى سنواتي الأولى من تعليمي ، حيث كنت من خريجي المدرسة الجزائرية المحظوظين بتلقيهم تكوينا مزدوج اللغة ، و على الرغم من اعتزازي الشديد باللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، فإنني بطبيعة تكويني شغوف بتعلم اللغات الحية – كما تسمى – ولوع بمطالعة الآداب الأجنبية مترجمة و في لغاتها الأصلية – الفرنسية و الإنجليزية – و ما أكثر ما حفظت من أشعار ( بول إيليار ) و ( فيكتور هيجو ) و حكايات ( لا فونتين ). لقد بدأت رحلتي مع الترجمة منذ أن كنت طالبا في الجامعة ، حيث أذكر أن بحث التخرج الذي أنجزته في السنة الرابعة من دراستي في الليسانس ، قد تمثل في ترجمة مسرحية ( قلعة بابل la tour de babel ) للكاتب الكبير ( فرناندو أرابال Fernando Arrabal) من اللغة الفرنسية إلى العربية بإشراف أستاذي د الرشيد بوالشعير عام 1986 . لقد كانت تلك التجربة بالنسبة لي مفيدة و ممتعة في الوقت نفسه ، تعلمت من خلالها بعض أبجديات الترجمة ، مثل استعمال قواميس اللغة ، والبحث فيها عن معاني الكلمات العصية عن فهمي ، و مثل تجنب الترجمة الحرفية ، إذ يتعين على المترجم تكييف المعنى حسب سياقه و دلالته داخل النص ، و ليس حسب منطوقه النسقي الظاهر ،