« السبيبة " هي أهازيج فنية وطُقوس تعبر عن الفرحة التاريخية مند العصور الماضية، تجسّدت عند أسلاف " إيموهاغ " " الطوارق " ، وترسّخت في أذهان الأجيال ، هي تُشبه الطقوس الحربية، وقد سُميت لدى البعض "حرب بلا دماء".. حرب الأحرار الذين رفعوا راية السلام معا، سيف التحدي أهالي " السبيبة "، هُم أسياد أنفسهم وأسياد تجارتهم وأعمالهم اليومية، وهم من قاموا بالتجارة عبر عدة مناطق في الصحراء بالقوافل التجارية، وفي مرحلة الاستقرار مارسوا الفلاحة و الرعي بمختلفه والصيد في مناطقهم. « السبيبة " هو الإبداع بين جبال التاسيلي ، وصورة عن أفراح الفنون الثقافية التي ترحل بنا إلى الماضي البعيد، بالمناطق التي استقروا فيها الرجال الزرق "إموهاغ" ، كما أنه فن نتذكر به انبثاق الموروث الثقافي بالصحراء الكبرى في إفريقيا .. وإذا رجعت للعروشية، تجد أنه بعد تشييد القصور أرغمت الفيضانات الأهالي على تشييد البنايات على الضفاف بمدينة چانت العريقة، وحيت تود كتابة الأبيات الشعرية عن هذا الفن يحط بك الرحال بالجبال التاسيلية ، وهناك تلهمك صور الحيوانات التي نقشت على الصخور مابين 5000 إلى 9000 سنة قبل الميلاد، رغم أن أغلبيتها انقرضت في القرون الماضية، لذلك نجد في أغلبية القصائد الفيل والزرافة و الثور و الأسد و غيرهم من الحيوانات . كما أنه في " تاسيلي " مجموعة من الأساطير و الرسومات التي جسدها الإنسان البدائي، وهي لوحات كوريغرافية أو يوميات عاشها الأهالي آنذاك، و قد نجد بينهم رجال السبيبة بالخصوص ، مثل رجل القناع الأزرق "تكونبوت"، ومن بينهم الصورة التي تذكرنا ب«تنفار" في رقصة سبيبا أو نقوشات جسدت رقصات متنوعة أحيانا لكي تستعمل رسائل للذكريات . حافظ أهالي فن " سبيبة " على نظامه الخاص منذ ألاف السنين ، إذ لم يتغير لا ماديا ولا معنويا لغاية السنوات الأخيرة 2013/2014/2015 ، حيث تحول فن "سبيبة " لمهرجان دولي خاص بالفنون و الثقافات الشعبية، و تم إنشاء محافظة تصب بها الأموال الطائلة، وتسيرها مديرية الثقافة التي لا علاقة لها بالأمر، للأسف تغيرت معطيات الحدث التاريخي وأصبح الحدث مكسبا للأموال عند بعض الفنانين على مستوى الوطن، بعدا ما كان فن "سبيبا "يستقطب السّواح عبر العالم ، بعدما تحول اسمه عند بعض المروجين للسياحة بالعيد السنوي التاسيلي .