أحياء غارقة في السيول و طرق مسدودة وشلل مروري تام هكذا كان المشهد أمس في شوارع ومختلف مناطق الولاية الذي بات يتكرر مع سقوط الأمطار وسط حالة من العجز وعدم القدرة على التعامل مع هذا الوضع في كل مرة من طرف المسؤولين المحليين الغائبين في الميدان وما شهدته عاصمة الغرب من كوارث في التسيير تفضحها التغيرات المناخية لدليل قاطع على صحة هذا الطرح وهو ما لخصه المشهد أمس . حيث أغرقت الأمطار الرعدية المصحوبة بحبات البرد التي تساقطت منذ الصباح الباكر العديد من أحياء المدينة لاسيما تلك المتواجدة بوسط المدينة والجهة الشرقية منها كأحياء الصباح والياسمين وبئرالجير وبلقايد وكناستيل و حي النجمة و البركي الذي تحول إلى بحيرة من الأوحال الممزوجة بمياه الصرف الصحي وذلك بسبب انسداد البالوعات مما أدى إلى تدفق السيول التي جرفت معها الأتربة والأوساخ مثلما حدث أيضا بشوارع وسط المدينة وتحديدا بمسار التراموي أين تسببت القمامة المنتشرة في وسط الطريق في غلق المجاري وسد القنوات التي غمرتها المياه و وجد المواطنون أنفسهم محاصرين بعد أن ارتفع منسوب المياه في النقاط السوادء التي يتكرر فيها نفس السيناريو نصف ساعة من التساقطات تكشف عيوب البريكولاج ففي ظرف نصف ساعة فقط فضحت كميات الأمطار المتساقطة على بلديات وهران سياسة البريكولاج التي تبقى منتهجة منذ سنوات من قبل الجماعات المحلية لاسيما منها مصالح البلدية وكذا مؤسسة التطهير التي تعتمد على وسائل الضخ في تنقية البالوعات ومجاري المياه مثلما يحدث في كل مرة بالطريق الولائي رقم 75 الرابط ببن حي بلقايد وجامعة احمد بن احمد الذي يغرق في الأوحال وبمنع دخول مختلف وسائل النقل الحضرية إلى المجمعات السكنية ناقلون لا يحترمون المسار باتجاه قطب بلقايد مما يجعل بعض الناقلين بخطي 53وبي1 لايحترمون المسار ويحذفون نقاط التوقف بالمحطات المتواجدة بعين المكان ويعودون من طريق منطقة الكرمة في الاتجاه المعاكس الأمر الذي اشتكى منه السكان الذين يضطرون دائما في مثل هذه الأحوال الجوية الاستنجاد بسيارات الأجرة أو الكلوندستان لا جدوى من حملات التنظيف والغريب في الأمر وبالرغم من الأرصدة المالية الضخمة التي تمّ صرفها فيما يعرف بالتحضير لموسم الشتاء وحملات التنظيف وتطهير البالوعات إلا أن قطرات من الأمطار كانت كفيلة بأن فضحت كل شيء وكشفت بما لا يدعو مجالا لأي شك تهاون المسؤولين المحليين خاصة فيما يخص متابعة المشاريع المسندة إليهم أمّا مصالح البلدية فإنّ السيناريو المتكرر الذي تحدثه الأمطار من فيضانات تقريبا على مستوى نفس الأماكن أيضا الانسداد في نفس الأماكن على مستوى محاور الدوران لاسيما بالنقاط السوداء التي باتت معروفة لدى العام والخاص على غرار الانسداد الذي يتكرر دائما بمحاور الدوران بكل من أحياء الملينيوم والمرشد و كناستيل والشيراطون بالإضافة إلى مسار خط الترامواي بالطريق المؤدي إلى أحياء بلدية السانيا والمنطقة الصناعية يعكس مدى تهاون هؤلاء في أداء واجباتهم فكثيرا ما تتم عملية تنقية البالوعات والمجاري المائية بطريقة فوضوية أيضا وبدون مراقبة للقائمين على شؤون المصالح المعنية والدليل تلك السيول الجارفة من المياه القذرة التي حملتها السيول من مرتفعات المدينة باتجاه المنطقة الشرقية وتحديدا بالأقطاب السكنية الجديدة على غرار قطبي بلقايد وتليلات وهذا دون الحديث عن الأتربة والحجارة التي جرفتها تلك السيول من العديد من ورشات البناء التي لا يتقيد أصحابها بالإجراءات المعمول بها مما يطرح أكثر من سؤال عن صمت الجهات المعنية وعدم التعامل مع هذا المشكل بجدية التقلبات تفضح عيوب انجاز مشاريع الصرف الصحي كما كشفت الأمطار البريكولاج المتبع في عملية إنجاز المشاريع بما فيها مشاريع الصرف الصحي بالمجمعات السكنية الجديدة وحتى القديمة التي لا زال حالها على غرار أحياء دوار بوجمعة و سيدي الشحمي وااحمري والدرب وسيدي الهواري نتيجة انسداد البالوعات ما جعل المياه تغمر بيوت العائلات خاصة بشرق الولاية التسربات بعمارات الاوبيجي بشارعي العربي بن مهيدي وخميسي ولم يسلم حتى وسط مدينة وهران من الظاهرة ما جعل حالة سخط وسط المواطنين الذين تعذر عليهم المرور بين الطرقات سواء راكبين أو مشاة كما تسربت أيضا المياه على مستوى العديد من العمارات التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري عبر الجدران وحتى من على سقف العمارات بكل من شارعي العربي بن مهيدي وخميستي لم تشفع أشغال الترميم في تقوية الواجهات في حين اقتصرت بعض تدخلات مصالح الحماية المدنية جراء رداءة الأحوال الجوية على عمليات تفريغ مياه الأمطار التي غمرت محاور الدوران و الشوارع الرئيسية وتسريح البالوعات