احتضن المعهد البلدي الموسيقي لوهران العرض الشرفي لمسرحية» موزاييك « لفرقة الكواليس ،من إخراج الفنان هواري بورا، وتحاكي المسرحية المراحل التاريخية لتي عاشها الوطن العربي مند التسعينيات إلى يومنا الحالي، وتناقش الإيديولوجية الإسلامية التي عرفتها بعض الدول العربية منها بالجزائر. وقد كان العرض عبارة عن بانتوميم أو ما يعرف ب « المسرح الصامت « ، الذي يعتمد على لغة الإشارات والعلامات، حيث بدأ العرض بتصوير صوتي للحظة اغتيال الرئيس محمد بوضياف في الجزائر، وقد جسدت حركات الممثلين هذه الواقعة بشكل فني، مركزين على إشكالية الإسلام السياسي ، بطريقة تتدخل فيها الوقائع التاريخية كي يخرج المتلقي من الجو الكئيب، كما حاول المخرج مزج الفن المسرحي مع الموسيقى، لكنه لم يوفق في ذلك، كون أن الفكرة التي حاول ايصالها للمتلقي لم تتناسب مع الموسيقى المستعملة ، ما خلق نوعا من التضارب في سياق أحداث المسرحية. إن التناسق الفني للعملية التمثيلية كان له صداه عند المتلقي ،خاصة في الشكل الكوريغرافي المستعمل، حيث نجح المخرج في استخدام وتقسيم الممثلين في كل جوانب الخشبة ، ما أعطى نوعا من التجاوب بين المتلقي والجمهور، ولكن لم يكن المخرج موفقا في استعمال الأغاني ولا الموسيقى الأمر الذي دفع بالفكرة الأساسية إلى نواحي أخرى، وعلى العموم بما أن مسرحية « موزاييك « هي في عرضها التجريبي الأول ، نستطيع القول أنها طرحت لبّ القضية ، ألا وهي الفكرة الأساسية الاديولوجية الإسلامية والسياسة في الوطن العربي في شكل فني صامت .