تميزت سنة 2019 بتطبيق إستراتيجية الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية و على أساسها تدعمت محطة وهران بقطارات و خطوط جديدة ربطت بين عدة مناطق والولايات و ساهمت في فك العزلة و تسهيل حركة المواطنين و بالرغم من النقائص التي يشتكي منها زبائن الشركة كغلاء تذاكر النقل إلا أن الكثيرين استحسنوا برامج فتح الخطوط الجديدة و تدعيم أخرى على غرار الخط المباشر الجديد الرابط بين وهران- المشرية عبر قطار كوراديا، كما برمجت رحلات إضافية أخرى بقطارات كوراديا للخطوط الجهوية الطويلة منها وهران-سعيدة و وهران-الشلف. عام آخر يمضي دون أن تسجل أي تطورات في قطاع النقل الحضري و شبه الحضري بولاية وهران و ها نحن اليوم ندخل عاما جديدا قد لا تعود فيه حالة النقل بنفس الفوضى و نفس المستوى المتدني للخدمات و نفس النقائص -هذا ما ذكره الكثير من المواطنين الذين يدفعون وحدهم ضريبة سوء تسيير هذا القطاع الذي يقاس عليه معيار تطور المدن و رغم ذلك لم يلق حقه من الاهتمام و توقف الأمر طيلة السنة عند انجاز محطات برية جديدة لم تستغل و أخرى قيد الدراسة فضلا عن عدد من الخطوط الإضافية التي ساهمت في فك العزلة عن سكان المناطق البعيدة و المعزولة و الأحياء الجديدة و ان كانت تفتقر لدراسة واقعية. محطة الصباح تستغل لأيام وسرعان ما يشل نشاطها كل هذا جاء في ظل غياب طال أمده لمخطط نقل فعلي لايزال حبيس الادراج منذ سنوات لأسباب مجهولة و ما طبق منه لحد اليوم هو مشاريع المحطات الجديدة كمحطة حي الصباح التي استغلت لأيام فقط و التي خصصت لحافلات البلديات الشرقية و التي رفض كل من الناقلين و الركاب على مستوى محطة المرشد الالتحاق بها كونها بعيدة و لا يتلائم المسار الرابط بينها و بين البلديات كقديل و آرزيو و حاسي بن عقبة و غيرها بنقاط تواجد الركاب مما اثر على نشاط الناقلين و مردودهم اليومي خلال ايام فقط من مباشرة العمل بالمحطة ليعود بعدها الناقلون الى محطة المرشد و ايسطو و تسبب تدخل مديرية النقل لاجبارهم على الالتزام بالتعليمة الولائية آنذاك بخلق الكثير من الفوضى بسبب احتجاجات الناقلين و الركاب الذين طالبوا بمحطات في مواقع منطقية من منطلق مخطط واقعي مدروس يبدأ من إشراك الفاعلين في الميدان و الركاب. متى تدخل الخدمة محطة الطاكسيات بالمسمكة ؟ كما سجل خلال السنة أيضا استحداث مشاريع انجاز محطات أخرى بهدف تسهيل حركة المواطنين و تقريب مختلف الخطوط إلى المدينة منها محطة المسمكة لسيارات الأجرة الخاصة ببلدية عين الترك التي لم تر النور . و تم أيضا تحويل سيارات الأجرة ما بين الولايات من الحمري إلى المكان المقابلة لمقر دائرة وهران و إضافة أكثر من 50 خطا جديدا للناقلين الخواص يربط الأحياء الجديدة بوادي تليلات و عدل و بلقايد و بعض أحياء البلديات القديمة بعدة نقاط بالمدينة على غرار محطة الباهية و المدينة الجديدة و محطة ثانوية لطفي وشاركت أيضا المؤسسة العمومية للنقل الحضري و شبه الحضري ايطو بأكثر من 100 حافلة جديدة في إطار اتفاقية مع مجمع تجاري طحكوت لنفس الخطوط سرعان ما انسحبت من الميدان بعد إيداع رجل الاعمال طحكوت . و هذه هي كل الانجازات التي نفدت سنة 2019 و التي قيل أنها تدخل ضمن التنفيذ الجزئي و التدريجي لمخطط النقل تشابك الخطوط زاد من حدة الفوضى و أكد مختصون ان كل تلك الانجازات كانت فاشلة كونها لم تأت من منطلق دراسة فعلية و ميدانية تتماشى و التغيرات التي مست مخطط المدينة و معدل النمو و التوسع العمراني الضخم فضلا عن عدم اشراك اهل الاختصاص مما زاد من حجم الفوضى بدل الحد منها تجلت في تشابك مسارات العديد من الخطوط الجديدة للناقلين الخواص و ايطو زيادة على اختناق المحطات الصغيرة بعدد الخطوط التي ينتهي مسارها بها كمحطة ثانوية لطفي و المدينة الجديدة. كل هذا جاء على أرضية غير مهيأة لم تتلائم مع التغيرات و المستجدات في مخطط مسارات المدينة منها إلغاء طرقات و تحويل أخرى إلى اتجاه واحد نتيجة فتح مسارات الترامواي بأحياء و شوارع المجمع الوهراني. هذا و في الوقت ذاته الذي سجل غياب كلي لهيكلة المحطات و المواقف و اعادة تهيئتها و بقيت لسنوات في وضعية كارثية لا تليق بمكانة المدينة, كما غابت أيضا عمليات تحديد نقاط التوقف و الانطلاق بالنسبة لحافلات النقل الحضري للمتعاملين الخواص اتحاد الناقلين ينتظر الضوء الأخضر لتفعيل البرنامج التنظيمي المعلق منذ سنوات و يقابل كل هذا مستوى متدني في خدمات النقل الحضري على وجه الخصوص تميزه سوء التصرف المعاملة و التجاوزات المرتكبة من قبل السائقين و القابضين و التوقفات العشوائية فضلا على قدم الحظيرة و العمل بحافلات متهرئة تماما و هذا ما زاد من صعوبة تنظيم القطاع لسنة أخرى تمر دون أي تغير في حالة الفوضى. هذا في الوقت الذي لا يزال الاتحاد الجهوي للناقلين الخواص يطالب بالضوء الأخضر لتفعيل برنامج تنظيمي وضعت كل قواعده منذ سنوات و ينتظر إلى اليوم إشارة الانطلاق و يخص إدماج الناقلين الخواص في شركة موحدة تختلف لواء ايطو حتى يتقيد السائق بالقوانين التنظيمية التي تؤطر نشاط حافلات ايطو كخطوة هامة لبدء تنظيم القطاع مع استفادة المتعاملين من عدة امتيازات منها التأمين و توحيد اللباس و تنظيم ساعات العمل و ترقيم الحافلات و غيرها من النقاط التي حضرها الاتحاد الجهوي على أن تجسد على الخط النموذجي إلا أن المشروع لا يزال عالقا رغم إتمام كل الإجراءات و الوصول إلى أرضية اتفاق مع ايطو. و يبقى هذا المشروع الوحيد في تنظيم قطاع النقل الحضري بوهران التي تقف على عتبة الألعاب الرياضية المتوسطية التي عرفت فيها كل القطاعات مشاريع فعالة إلا قطاع النقل الحضري و شبه الحضري الذي لازال بعيدا عن معايير التطور من كل الجوانب