كان نبأ وفاة زميلنا نائب رئيس التحرير بن عياد بومدين، فاجعة كبرى صدمت أسرة جريدة «الجمهورية» صبيحة عيد الأضحى، 11 أوت 2019، انتقل الخبر كالبرق بين الزملاء والأصحاب، لم يصدّقه أحد في البداية.. لكن بعد السؤال والتحرّي.. تأكّدت الفاجعة، وأيّ فاجعة هاته التي أدْمت قلوبنا صبيحة العيد، فالرجل كان بصحّة وعافية، صلّى العيد وكان بعافية، بادل أهله التّهاني وكان بعافية، نحر كبشه بيديه وكان بعافية.. ثوانٍ وانتقلت روحه إلى بارئها. «..هكذا قالت لي كوثر، مدّللة أبيها وهي تُسمِعني تفاصيل وفاة سَنَدها في هذه الدنيا..». آهٍ يا دنيا لقد كنت قاسية.. لقد سَرقت منّا يوم العيد.. أبكيتينا في يوم عيد.. وأحزنتينا في يوم عيدٍ وكَسَرت خاطِرنا في يوم عيد.. لِمَ يا دنيا.. لِمَ فَجَعْتينا في غالٍ كان صديقا ورفيقًا، وكان من الأهلِ.. آهٍ يا دنيا لِمَ لَمْ تمهلي «كبيرنا» أيامًا ليحقّق أمنيته في الإحالة على التقاعد.. فقد كان ينتظره بفارِغِ صبرٍ... كان يحلُم ببيت «بشايب راسو» بمسيردة، على بعد أمتار من مرسى بن مهيدي.. كان يعشق بلدتي الجميلة أكثر منّي ويطاردني على إمضاء عطلته الصيفية بها.. كان آخر ما سمعته منه: «ليلى، بقي أيام وسأخرج في عطلة.. غادي انروح لمسيردة، إبن عمّك صاحب المنزل الذي كنت أستأجره، قال لي هذه السنة تسكن باطل.. أنت مول الدار».. بومدين، نمْ قرير العين في الدّار الباقية، وعزاؤنا فيك، أنّ كل نفس ذائقة الموت.