شدد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مساء أول أمس على ضرورة التحلي ب «الانضباط» في مواجهة فيروس كورونا, مبرزا ان الجزائر لها كل الإمكانيات لمواجهة هذا الوباء. وأوضح رئيس الجمهورية في مقابلة صحفية مع بعض وسائل الاعلام الوطنية : «ما ينقصنا هو الانضباط فقط», داعيا في هذا الشأن المواطنين الى «تفادي التجمعات, والى ضرورة الخوف على انفسهم وأهاليهم جراء هذا الوباء». وبعد ان أكد ان الاطباء الجزائريين « من بين احسن الاطباء في العالم», وان الجزائر تمتلك «كل الإمكانيات والوسائل» لمواجهة هذا الوباء شدد الرئيس تبون ان «ما ينقصنا أكثر» هو «التحلي بالانضباط» في تطبيق النصائح التي يقدمها الأطباء والالتزام بالحجر الصحي. وأكد رئيس الجمهورية في هذا الشأن بأن «قدرات الدولة موجودة ولم نستعملها كلها (..) لا من الناحية المادية ولا من الناحية المالية او التنظيمية فنحن في تمام الجاهزية» مبرزا ان الالتزام بهذه الإجراءات الوقائية يجعل هذه الأزمة «تمر بلطف» على البلاد. وفي حديثه عن المشككين في الأرقام المقدمة بصفة منتظمة بشأن وضعية هذا الفيروس في الجزائر, اكد الرئيس تبون أن ذلك يعد بمثابة «هجمة شرسة», تستهدف «أمورا حساسة» في الجزائر,على رأسها الجيش الذي يعتبر»العمود الفقري للبلاد» , اذ «لم يهضموا بعد حمايته للمسيرات وللحراك». كما تستهدف هذه الهجمة يضيف رئيس الجمهورية «مؤسسات الدولة» من خلال محاولة إعطاء صورة كأنها في دولة «شمولية «, مبرزا في هذا المجال ما تتمتع به البلاد حاليا من «حرية الكلام والتعبير وأجواء الديمقراطية». تمديد غلق المدارس والجامعات ومؤسسات التكوين وأعلن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, عن تمديد غلق المدارس والجامعات ومؤسسات التكوين المهني وهذا في إطار إجراءات الوقاية من انتشار وباء كورونا ومكافحته. وجاء هذا الاعلان خلال لقاء للرئيس تبون مع ممثلي عدد من وسائل الاعلام الوطنية. وكان رئيس الجمهورية قد أمر يوم 12 مارس الماضي بغلق مدارس التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي الى غاية انتهاء العطلة الربيعية في الخامس من شهر أبريل 2020. ويشمل هذا القرار أيضا المؤسسات التكوينية التابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين ومدارس التعليم القرآني والزوايا وأقسام محو الأمية وجميع المؤسسات التربوية الخاصة ورياض الأطفال. تجربة علاج فيروس كورونا أظهر فعاليته وأكد رئيس الجمهورية،السيد عبد المجيد تبون أن تجربة بروتوكول علاج فيروس كورونا المعتمد على الكلوروكين قد اظهر فعاليته على بعض المصابين مضيفا أن الجزائر كانت من الأوائل الذين استعملوا هذا الدواء. وأوضح رئيس الجمهورية أنه بعد الاقرار بالبدء في استعمال هذا البرتوكول في علاج المصابين بفيروس كورونا حدث نقاش بين المختصين في الطب حول مدى نجاعته غير أن تجربته اثبتت فعاليته على المرضى، مشيرا الى أن النقاش حول نجاعة الدواء هو نقاش بين اهل العلم وليس نقاش سياسيين. وأشار إلى أنه استنادا الى وزير الصحة فإن هذا العلاج أظهر مؤشرات إيجابية بحيث ستظهر النتيجة بعد عشرة أيام اي لما يكتمل البروتوكول. الجزائر كانت سباقة في اتخاذ إجراءات مواجهة الفيروس كما أبرز رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أن الجزائر كانت «سباقة» في اتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة فيروس كورونا. وأوضح رئيس الجمهورية أنه بخصوص القرارات المتخذة لمواجهة هذا الوباء فقد «كنا من البلدان الاوائل في هذا المجال وذلك قبل بلدان اوروبية», مستدلا في ذلك باللجوء الى «غلق المدارس والثانويات والجامعات وكذا الملاعب» كإجراء احترازي. وفي رده على سؤال حول قول البعض أن الجزائر تأخرت في القيام بإجراءات وقائية ضد المرض أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر شرعت مباشرة بعد التأكد من دخول اول حالة الى البلد من خلال رعية اجنبي في اتخاذ هذه الاجراءات اللازمة حيث كنا مثلما قال - «الاوائل في القيام بالفحص في المطارات والموانئ, كما كنا اول من قام باجلاء رعاياه من الخارج خوفا عليهم من الخطر عندما تم استقدامهم من ووهان الصينية ووضعهم في الحجر الصحي». وفي ذات السياق اشار الرئيس تبون الى ان مثل هذا الكلام يعد بمثابة «هجمة شرسة» تستهدف الجزائر مبرزا ان «هناك من لم يهضم الاستقرار الذي تعيشه البلاد», ولافتا الى أن الجزائر «لا تخفي اي شيئ» بخصوص حالة الفيروس في البلاد. الجزائر مستعدة تماما للتصدي للوباء وأكد رئيس الجمهورية, أن الجزائر مستعدة تماما للتصدي لوباء كورونا وتملك «خطة مدروسة» لمواجهة انهيار أسعار النفط. وذكر الرئيس تبون و بخصوص اجراءات مواجهة جائحة كورونا, التي تهدد حياة المواطنين أن الجزائر «تملك قدرات كافية لم تستعملها كلها بعد». وتطرق في هذا الصدد الى الوسائل المادية لمواجهة هذا الوباء اشار الرئيس بخصوص الاقنعة الطبية الى أن «الة الانتاج الوطني تحركت» ليرتفع انتاج هذه الأقنعة الى 80-90 الف قناع يوميا الى جانب ارتفاع محسوس في الإنتاج المحلي لمواد التطهير. وستضاف الى الامكانيات الوطنية المتاحة, يتابع السيد تبون, إلى الطلبيات التي تقدمت بها الجزائر الى الصين للحصول على 100 مليون قناع و30 الف طقم كشف الى جانب قفازات. واضاف بأنه سيتم استلام هذه الطلبيات خلال «ثلاثة أو أربعة أيام». وبخصوص دواء الكلوروكين الذي سيجري تطويره محليا, أفاد الرئيس بأن الجزائر تملك حاليا مخزونا من هذا العقار يكفي لحوالي 200 ألف جزائري. وقال : «نملك الامكانيات لكن ما ينقصنا حقا هو الانضباط» مؤكدا أن الجزائر «تسيطر على الوضع» وأنها تملك قدرات تسمح حتى بمواجهة الوباء في حال وصوله إلى الدرجة الخامسة خاصة وأن قدرات الجيش الشعبي الوطني لم تستغل بعد. وفيما يتعلق بالامكانيات المالية للجزائر, ذكر السيد تبون بأنه تم لحد الآن تخصيص 370 مليار سنتيم كاحتياط لشراء وسائل الوقاية قبل أن يتم إضافة 100 مليون دولار أخرى مؤخرا لمواجهة الوباء. وكشف السيد تبون عن اقتراح صندوق النقد و البنك العالمي تقديم مساعدة للجزائر يقدر مبلغها الاجمالي ب 130 مليون دولار. وبهذا الصدد, أكد أن « المشكل ليس مشكلا ماليا...يمكنني حتى اتخاذ قرارا بتخصيص 1 مليار دولار لمحاربة الكورونا» مستدلا على قوله بالتذكير بأن البلاد تملك احتياطات للصرف تقدر ب 60 مليار دولار. وقال:« من يريد مساعدتنا تلقائيا فمرحبا, لكن نحن نملك ما يكفي ولن نطلب الصدقة». وحول سؤال متعلق بمستقبل المؤسسات الاقتصادية في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بفعل تفشي الوباء وانهيار أسعار النفط, أكد السيد تبون أنه سيكون دوما «الى جانب المؤسسات والحرفيين» وأن الدولة « ستتكفل بتوفير كل الوسائل الاقتصادية التي تسمح برجوع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة دون خسائر». أما فيما يتعلق بمسألة المخزون من المواد الغذائية, والذي أصبح حديث الساعة, أكد السيد تبون أنه «موجود بوفرة» و«لن تكون هناك أي ندرة في هذه المواد»، موضحا أن انتاج مادة السميد, على سبيل المثال, تضاعف 3 مرات خلال الفترة الأخيرة بفضل ارتفاع طاقة انتاج المطاحن الى 100 بالمئة. وعن احتياطيات القمح, كشف عن قدوم بواخر تحمل شحنات من القمح للجزائر الى جانب احتياطي من القمح يكفي ل 4 أو 5 أشهر. وأضاف «لدينا احتياطات صرف ب 60 مليار دولار في حين لا تتعدى فاتورة استيراد الغذاء عندنا 9 ملايير دولار سنويا ..لا يمكن الحديث عن ندرة في الغذاء». وتأسف السيد تبون لبعض السلوكات السلبية ك «تخزين وتهريب» المواد الغذائية ومواد الوقاية من الوباء مثل الأقنع و(الكمامات) التي تم مؤخرا (الكشف عن محاولة تهريب 4 ملايين منها) مثمنا جهود «الوطنيين» الذي يبلغون عن مثل هذه التجاوزات. وعن سؤال اخر متعلق بمدى استعداد البلاد لمواجهة تداعيات انهيار أسعار النفط, أكد السيد تبون أن الجزائر مستعدة لرفع هذا التحدي. وقال ان الجزائر قبل انهيار اسعار النفط كانت ستشرع في اعادة هيكلة اقتصادنا غير ان هذا الانهيار قد يتسبب في انخفاض المداخيل النفطية ب 30 بالمئة أو 40 بالمئة .. و«ربما تصبح هذه المداخيل كما قال لا تغطي سوى 20 بالمئة من حاجياتنا الاقتصادية لكن الخطة مدروسة و النصوص تحضر وستكون هناك تغييرات». من جهة أخرى, وفيما يتعلق بالرعايا الجزائريين العالقين بدول أجنبية ومنها تركيا, أكد أنه سيتم في غضون يومين أو ثلاثة البدء في إجلاء ما تبقى من الجزائريين المتواجدين بهذا البلد. وذكر بأنه تم لحد الان «إجلاء حوالي 8.000 جزائري من مختلف دول العالم تم وضعهم في فنادق فخمة لقضاء الحجر الصحي من بينهم 1.800 قدموا من تركيا». وعن سؤال لمعرفة سبب «تأخر» اجلاء باقي الجزائريين العالقين في تركيا, أوضح السيد تبون أن التحري عن حالات هؤلاء المواطنين, المقدر عددهم ب 1850 شخص تطلب وقتا فضلا عن ضرورة انتظار توفر أماكن لوضعهم في الحجر الصحي. وقال بهذا الخصوص: «وجدنا من بين العالقين أشخاصا لا يملكون جوازات وآخرين لا يملكون تذكرة سفر صالحة» مجددا, مرة أخرى, التزامه الشخصي ب «عدم التفريط في أي جزائري» عالق خارج أرض الوطن. وفي سياق آخر، أشاد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بعلاقة الصداقة التي تجمع الجزائروالصين التي لها معها اتفاقيات تعاون استراتيجية في العديد من المجالات. وقال الرئيس تبون، أن الصين «دولة صديقة تكاد تكون حميمة وهذا لا يعجب البعض» مضيفا أن بين البلدين صداقة قوية تعود إلى مرحلة حرب التحرير وتواصلت بعد الاستقلال. وذكر في هذا الإطار أن الجزائر خاضت معركة شرسة لانضمام الصين الى منظمة الأممالمتحدة وبعدها أمضت معها(الصين) اتفاقيات إستراتيجية في العديد من القطاعات. كما ذكر بهذا الخصوص أنه في اطار علاقات الصداقة بين البلدين لبت الجزائر نداء الصين وقامت بإرسال مساعدات بها في فبراير الماضي للمساهمة في الحد من تفشي وباء كورونا. وأبرز رئيس الجمهورية أن الهبة التضامنية التي قدمتها الصين مؤخرا للجزائر والمتمثلة في مساعدات طبية وإرسال عدد من أطبائها الى الجزائر هو للاستفادة من تجربة هذا البلد الذي تغلب على هذا الوباء. وبعد ان أشاد بالمجهودات التي تبذلها الأطقم الطبية الجزائرية لمواجهة هذا الوباء أكد الرئيس أن الأطباء الجزائريين لهم كل القدرة على القيام بواجبهم باعتراف من البعثة الطبية الصينية. وبخصوص ما يتم تداوله بخصوص نقل الطاقم الطبي الصيني إلى مستشفى عين النعجة العسكري، قال رئيس الجمهورية أن المؤسسة العسكرية تملك الآلاف من الخبرات الطبية وشبه الطبية ما يجعلها في غير حاجة لأي دعم طبي خارجي بل أكثر من ذلك ستقوم بتدعيم المستشفيات المدنية باطباء مختصين وممرضين للتصدي لهذا الوباء.