- نداء للسلطات المحلية من أجل تصنيفه و ترميمه وتحويله إلى متحف يعد قصر القائد المشري ببلدية العسافية من القصور الأثرية والتاريخية التي لها أكثر من معنى لدى عرش «السكاسكة» وأكثر من دلالة على عراقة سلفهم، هذا القصر الذي مازال شامخا يتحدى الزمن رغم تعرض جدرانه الطوبية وأسطحه الخشبية للتآكل، إلا أنها تظل شاهدا من الشواهد المادية التي تفتخر بها الأجيال، إلا أن هذا القصر المشيد بالطوب الذي هو من أهم مواد البناء في ذلك الوقت، يتجاوز عمره القرن ونصف القرن من الزمن، أصبح يتطلب اليوم من المسؤولين رد الاعتبار من حيث الترميم والتصنيف. بعد سنوات من الإهمال والاستغلال الغير شرعي يبقى قصر القائد المشري التاريخي ببلدية العسافية ينتظر التفاتة طيبة من قبل المسؤول لأجل تسجيل عملية ترميمه وتصنيفه ضمن التراث المادي وحمايته من الاستغلال العشوائي لبعض العابثين الذين لا يأبهون لقيمته الأثرية ويتخذون من حجراته الأرضية إسطبلات لمواشيهم. أوضح عدد من أحفاد القائد من أبناء عرش «السكاسكه» أن قصر جدهم يتطلب تصنيفا حتى يحظى بغلاف مالي يليق بمقامه العظيم إن لم يكن في نظر كل غيور على تراث خلفه السلف إرثا للأجيال. القصر الذي دخل عقده الخامس عشر هو معلم تاريخي غير مصنف بالرغم من أنه موقع سياحي بامتياز ،لم يجد الجهات المسؤولة التي تعتني بالجوانب المزدهرة من تاريخ الأجداد، حيث أن تصنيفه وترميمه كإرث وطني يعود بالفائدة على المنطقة والولاية والوطن في مجالات السياحة التي هي من مرامي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. القصر المشيد في القرن 19 لا يزال قائما في شكل هيكل صامد يتحدى الزمن بشموخه وإن كان قد بدأ يظهر عليه طول الأمد وهو يرزح تحت وطأة الإهمال والضياع. المتجول عبر مدينة العسافية الواقعة على بعد 14 كلم شرق الأغواط، لابد أن يمر بساقية العرش التي تظل جارية منذ ما يزيد عن القرن من الزمن بجوارها يقبع قصر القائد المشري بن بن حرز الله بن المقدم بن مامي، الذي يتراءى لك بمجرد دخولك شارع «المشارة» وهو نسبة لصاحبه المشري، يتوسط أرضية القصر الذي يشرف من خلال شرفاته الكبيرة على المدينة كلها. وبحسب بعض العارفين بتاريخ هذا القصر التاريخي أن المار بشارع «المشارة» لابد أن يمر بسقيفة القصر وهي مكان مفتوح الولوج كان يتخذه القائد قاعة للقاءات اليومية غير الرسمية لسكان المنطقة التي كانت تشمل عددا محدودا من العروش أغلبها من المغازي، السكاسكة أولاد سي عيسى والحرازلية وأولاد نائل والعبازيز وغيرهم من العروش الأخرى التي طاب لها المقام بالعسافية فاستوطنت بها. السكان يناشدون والي الولاية ومن خلاله مديريات كل من الثقافة والسياحة وديوان الاطلس الصحراوي بالتدخل العجل لأجل إنقاذ هذا الإرث العظيم من الضياع والاندثار واعتباره كتراث مادي يساهم في ترقية مجالات السياحة بالولاية ، والهدف من ترميم هذا المعلم التاريخي وتحويله إلى متحف مستقبلا تابع للبلدية من شأنه الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية وتقديمها للأجيال الجديدة والزوار من السواح.