أشرف، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، أمس، على مراسيم استقبال رفات 24 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي بمطار هواري بومدين بالعاصمة وبحضور السلطات المدنية والعسكرية يتقدّمهم رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح ڤوجيل و رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين و الوزير الاول عبد العزيز جراد والفريق السعيد شنڤريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي و الفريق الاول علي بن علي و كذا اعضاء من الحكومة وكانت الساعة تشير إلى الواحدة وعشر دقائق عندما حطّت، الطائرة العسكرية التابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي بأرضية مطار هواري بومدين، وهي محملة برفات 24 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي من مختلف مناطق الوطن والتي كانت متواجدة منذ ازيد من قرن ونصف في متحف التاريخ الطبيعي بباريس. وعرفت المناسبة تحضيرات عسكرية كبيرة، تجسّدت من خلال مربعات قوات الجيش الوطني الشعبي والمظليين الذين قدّموا التحية العسكرية للسيد الرئيس بعد قفزهم من المروحيات حاملين للراية الوطنية في استعراضات في سماء الجزائر التي اختلطت فيها ألوان الراية الوطنية، الأبيض، الأحمر والأخضر، كما صاحبت دخول رفات شهداء المقاومة الوطنية وصانعي مجد الجزائر على أكتاف جيل صان الأمانة وسلّم الوديعة، صاحبتها 24 طلقة مدفعية على روح شهداء المقاومة وترحيبا بهم في الجزائر التي رويت بدمائهم. وبعد وقفة الاجلال والتحية التي أسداها السيد رئيس الجمهورية رفقة السلطات العسكرية والمدنية لرفاث شهداء المقاومة بعد دخولهم على أكتاف أحفادهم للقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، قرئت فاتحة الكتاب على روحهم الطاهرة. الاحتفال بالذكرى ال 58 لعيد الاستقلال والشباب هذه السنة ليست كمثيلاتها في السنوات الماضية، حقّقت الجزائر فوزا عظيما بهذا الانجاز الذي انتظره الجزائريون منذ سنوات، والذي يؤكد عزم الدولة الجزائرية على لم شمل جميع شهدائها فوق أرض الوطن التي ضحوا من أجلها وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر حرة مستقلة سيدة بمواقفها ثابتة بعزمها على عدم الانصياغ والرضوخ لأي قوة كانت مهما كان وزنها فوزن الجزائر أكبر برجالها والثرواتها. صورة استقبال الجزائر لرفات شهداء المقاومة الشعبية، أمس، بمطار هواري بومدين، صور تقشعرّ لها الأبدان وأثلجت صدور الكثير من الجزائريين وها هو رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي التزم في آخر احتفال رسمي بيوم الشهيد على استعادة الرفات، يفي بوعده ويشرف رسميا على استقبال العظماء ممن ضحوا بالنفس والنفيس من أجل جزائر الاستقلال. وتجدر الاشارة إلى أنه تم نقل رفات المقاومين إلى قصر الثقافة مفدي زكرياء حيث سيسمح للمواطنين اليوم بإلقاء النظرة الأخيرة على أرواحهم الطاهرة، على أن تكون مراسيم الدفن يوم غد الأحد بمربع الشهداء بمقبرة العالية بحضور رئيس الجمهورية.