- المناطق الجنوبية كمزاور وتلاغ وتنيرة ومولاي سليسن الأكثر تضررا كارثة غير مسبوقة تعرض لها مربو النحل بسيدي بلعباس في هذا الموسم تتجلى في هلاك أعداد كبيرة من نحل العسل لاسيما في المناطق الجنوبية من الولاية كمزاور وتلاغ وتنيرة ومولاي سليسن .. وهكذا أضحت الخلايا فارغة من هذا المخلوق الصغير النافع الذي يساهم في تلقيح النباتات والأشجار المثمرة الشيء الذي أثر سلبا وبشكل جلي على منتوج العسل مما جعل النحالين يتكبدون خسائر فادحة . والسبب هو الاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية المستوردة وبكيفية غير مدروسة من طرف المزارعين في حقول الطماطم والخضر والفاكهه كالدليع والبطيخ وكذا الأشجار المثمرة الممتدة على مساحات شاسعة بهذه الجهة ما يؤدي إلى تسمم أسراب النحل عند امتصاصها للرحيق على مستوى هذه الحقول فيكون مصيرها الهلاك المؤكد. كارثة غير مسبوقة تعرض لها الفلاحون هذا وانتقلت الجمهورية إلى بعض المناطق لمعاينة مخلفات هذه الكارثة حيث وقفنا على مئات الخلايا مهجورة وأكوام من النحل النافق بجوارها وأسراب قليلة أخرى تترنح جيئة وذها با تودع الحياة شيئا فشيئا بعد إصابتها بالتسمم جراء امتصاصها للرحيق الممزوج بسائل هذا المبيد أوذاك. تسمم النحل ب 50 خلية لمستثمرتي عائلتي روتي وغوتي وعلى سبيل المثال لا الحصر, فبمستثمرتي عائلتي روتي وغوتي ببلدية مزاورو وجدنا 50خلية فارغة تماما من النحل وبجوارها أكوام من النحل الميت. يقول ادريس صاحب المستثمرة ما حدث لي في هذا الموسم لم أره من قبل . لقد هلك النحل الذي تعبت في تربيته والعلة في ذلك أن المزارع المجاور لمستثمرتي غرس أرضه طماطم وعمد إلى سقيها ورشها بالمبيد الحشري بشكل مفرط وبدون دراسة وبدون إبلاغي مسبقا بذلك حتى اخذ احتياطاتي فكانت النتيجة أن النحل الذي كان يقصدها لامتصاص الرحيق تعرض إلى النفوق ضف إلى ذلك وجود مستثمرة للأشجار المثمرة مترامية الأطراف تبعد عني بنحو 300 متر غالبا ماكان منتوجها يتضاعف مرات بفعل التلقيح الذي تحدثه أسراب النحل التي تنتقل اليها خاصة في فترة الأزهار لكن هذه السنة ماتت أعداد منها لأنها امتصت رحيقا ممزوجا بمبيدات حشرية استعملها المستثمر بشكل مفرط. خلايا مهجورة بمستثمرة علي بوعلي وبغابة تنيرة أين يضع النحال علي بوعلي في زاوية منها نحو30خلية فقد خلت كلها من النحل لأنه ببساطة-يؤكد صاحبها- تغذت من البستان المجاور المغروس بطيخا أصفر كان يسقيه مزارعه ويرشه بالمبيدات الحشرية الضارة طمعا وعن جهل في الحصول على مردود جيد وحبات ذات حجم كبير ما أدى الى نفوق النحل كله بل ومس الضرر أيضا البستان برمته حيث لما نضجت حبات البطيخ تعرضت الى التعفن وقد وقفنا على ذلك في مشهد يبعث على الحسرة والألم ولعل صاحبه سيتعظ مستقبلا بتجنبه استعمال مثل هذه المبيدات . مربي النحل آخر من سيدي بلعباس عمد إلى نقل مجموعة من خلايا النحل كانت ببساتين البرتقال في المحمدية (معسكر) في الأيام الأخيرة إلى بلدية بلعربي وغفل عن توفير الماء لها فكانت تنتقل إلى أحواض الماء بإحدى المستثمرات المجاورة لأجل الارتواء فاذا به يتفاجأ يوما بهلاكها جميعا لأنها كانت تشرب من أحواض ماؤها ممزوج بمبيدات حشرية ضارة ولم ينتج بداخل هذه الخلايا لحسن حظه سوى الملكات. تلف بساتين البطيخ بقرية تنزارة تم سقيها بمياه مختلطة بمبيدات حشرية ونحن متوجهون من سيدي بلعباس الى مزاورو شد انتباهنا بنواحي قرية تنزارة عدد من بساتين الدليع والبطيخ قد فسد وتعفن محصولها كله لنتأكد فيما بعد أن الماء الذي سقيت به أخلط بمبيدات حشرية . الخبير الزراعي بدة عبد القادر : «على وزارة الفلاحة والمعهد الوطني لحماية النباتات التدخل» هذا ويؤكد الخبير الزراعي بدة عبد القادر بأن المبيدات الحشرية الجهازية تلحق أضرارأ خطيرة بالنحل لأنها تنساب داخل عروق النبتة على خلاف المبيدت الحشرية اللمسية التي تبقى على السطح فيكون ضررها محدودا ملتمسا من وزارة الفلاحة والمعهد الوطني لحماية النباتات التدخل ومراقبة سوق المبيدات بغية وضع حد لكثير من المخالفات , ذلك أن هناك مبيدات خطيرة على صحة النحل والإنسان معا وجب منع استيرادها وتسويقها وإلا فان دائرة الخطر ستتوسع لجهل كثير من الفلاحين بالتأثيرات السلبية لهذه المبيدات على المحيط. الباحث الزراعي حمو ميمون: «مبيدات حشرية مستوردة لم يتم إخضاعها للاختبار من طرف المعاهد المختصة سبب الكارثة « من جهته يرى ميمون حمو باحث زراعي بالمعهد الوطني للبحث الزراعي أن ثمة أنواعا من المبيدات الحشرية يستوردها المستثمرون المالكون لمساحات مترامية الأطراف من الأشجار المثمرة من عدة بلدان ثم يستعملونها هكذا بدون دراسة والواجب يقتضى إخضاعها للاختبار من طرف المعاهد الوطنية المختصة لمعرفة مدى تكيفها وانسجامها مع الظروف البيئية المحلية حتى لا تكون نتائجها وبالا على المحيط البيئي وللأسف- يضيف – هذا لم يحدث أبدا والحقيقة ما نعيشه هو فوضى موروثة عن سياسة سابقة وأعتقد أن تسوية مثل هذه المسألة علميا ومعالجتها بشتى الطرق ستكون في القريب من خلال تطبيق الإصلاحات الجديدة التي باشرتها الحكومة وما هي إلا مسألة وقت. النحالون يطالبون بدعمهم للحصول على البطاقة المهنية وحل مشكل التسويق هذا وينتهز مربو النحل ممن تحدثوا الينا الفرصة للمطالبة بدعمهم بخصوص هذه الشعبة من خلال تسهيل المأمورية عليهم في الحصول على البطاقة المهنية والتأمين وكذا مساعدتهم بكيفية منظمة في تسويق العسل الطبيعي ومشتقاته وهو مشكل طال أمده مافتئ يؤرقهم كل سنة , ذلك أن الغالبية منهم تعاني من كساد المنتوج في ظل التنافس الشرس الذي يواجهونه أمام العسل المستورد والمغشوش خاصة من الصين والذي يباع بسعر منخفض داعين السلطات المعنية الى التدخل لوضع حد لهذه الوضعية منتهين بالقول أن مبيعاتهم تنحصر بالخصوص في المعارض التي تقام أحيانا هنا وهناك .