أمر، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المديرية العامة للأمن الوطني بفتح تحقيق فوري حول أسباب ارتفاع منسوب المياه بشكل غير طبيعي في بعض الطرق والأنفاق على اثر تهاطل الأمطار الأخيرة بالعاصمة وبعض المدن الأخرى وتسبّبت في العديد من الأضرار المادية على مستوى الطرق وخسائر مسّت بعض السيارات والمركبات. وباشرت المديرية العامة للأمن الوطني تحقيقا حول الفيضانات التي لحقت بالطرقات ومسالك المرور بالعاصمة و بعض المناطق الأخرى من الوطن، خاصة على مستوى الأنفاق وذلك جراء الأمطار التي تهاطلت على العاصمة خلال صبيحة الثامن من سبتمبر، علما ان هذه الفيضانات تسببت بشكل كبير في عرقلة حركة المرور وشلها بالعديد من الأماكن بالجزائر العاصمة خاصة على مستوى الأنفاق. وكان، وزير الموارد المائية، براقي ارزقي، قد أكد في وقت سابق، أن الأمطار الغزيرة التي تشهدها الجزائر حاليا، تدخل ضمن النشاط الموسمي، إلا أنها تأثرت بالتغيرات المناخية الحادة وأصبحت أكثر كثافة، وهو ما يحدث في عدة مناطق من حوض المتوسط في هاته الآونة، مرجعا سبب الفيضانات التي خلفتها هاته الأمطار العواصف الخاطفة والكميات الكبيرة للمياه المتساقطة في ظرف وجيز . مبرزا، بلغة الأرقام، أن كمية الأمطار التي تساقطت في ثلاث ساعات بالعاصمة تعادل الكمية التي تتساقط في شهر كامل ، وفي خنشلة تم تسجيل ما يقارب 20 ميليمتر في 15 ثانية ، أما في قسنطينة فقد سجل 35 ميليمترا في اقل من 20 ثانية" فالأمطار كثيفة وغزيرة والبالوعات لا تقدر على استيعاب تلك الكميات الهامة مهما كانت سعتها، لذلك نشهد هاته الفيضانات المؤقتة"، يضيف، المسؤول الأول على القطاع. وتجدر الإشارة، إلى ان العاصمة وبعض الولايات الشرقية، على غرار قسنطينة وولاية خنشلة، كانت قد شهدت خلال ال 48 ساعة الماضية، أمطارا غزيرة تسببت في حدوث فيضانات وسيول عارمة في ظرف سويعات، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات تظهر حجم السيول التي أدت إلى غرق سيارات والأنفاق والمحلات التجارية بالمياه. وخلفت الأمطار الغزيرة والسيول أضراراً بالغة خصوصاً على السيارات التي جرفتها الفيضانات، لا سيما عند مجلس قضاء الجزائر، فيما توقفت حركة سير "ترامواي" العاصمة من جهة منطقة الرويسو، كما تسببت في تشققات كبيرة في عدد من طرقات العاصمة ومدن أخرى، ونشر رواد مواقع التواصل صوراً لتحول طرقات في الشوارع والمدن إلى "حفر كبيرة" نتيجة انجراف التربة. وصبّ المواطنون جل غضبهم على البنية التحتية الهشة لطرقات البلاد والتي لا يمكنها مواجهة وتحمل المخاطر الطبيعية، محملين السلطات المحلية نتيجة ما آلت إليه الطرقات التي انهارت أجزاء منها بفعل الأمطار. ليعود مشكل انسداد البلوعات مع كل أوّل قطرات الأمطار التي تنزل على العاصمة أو ولايات أخرى ونعود كل سنة مع أول قطرة غيث إلى نقطة الصفر.