سُئِل التاريخ عن عمر الجزائر؛ فأجاب: شكرا يا سائلي، لكم يحلو الحديث عن فيض غائر عن شمس بهية تنير درب الحائر ميلادها يمتد في القَبل والقلب، منذ ملايين السنين؛ هي مهد الإنسانية، موطن البشرية، بالحجة واليقين؛ أبحاث في سطيف أقرّتها نشريات البحث الرصين حضارتها نوميدية بونيقية؛ أهدت العالم موسوعة الفلاحة؛ وكانت في المتوسط القديم سيدة الملاحة أهرامات الجزائر رمز الحضارة والتوطين؛ «لجدار» في تاهرت من الإرث الثمين؛ و»إيمدغاسن» بالأوراس للملك الدفين؛ والضريح الملكي معلم أصيل للتمكين سُئل التاريخ عن الجزائر أجاب: لكم يحلو الحديث عن فيض غائر عن شمس بهية تنير درب الحائر أيها السائل، أنا مشدوه بحضارة وبطولة شعب ثائر أوقف الرومان والوندال والبيزنطيين؛ أوقف كل الطامعين والطاعنين؛ سيفاكس ويوغرطة من الأسرى الصامدين؛ أبولاي في التاريخ أول الروائيين؛ و»تحولات» رواية أبهر بها المعاصرين؛ من أحفاد القرطاجيين والرومان واليونانيين في البدء كان التوحيد، بجموع المسيحيين؛ في دعوة دوناتوس، ومذهب الدوناتيين؛ في لواء المسلمين، بنداء عُقبة، حين احتضن البربر إخوانهم، العرب الفاتحين؛ فأرض الجزائر تعطرت بدماء زكية للشهداء، من الصحابة والتابعين؛ ثم حين نشر الرسالة، بعد المتوسط، وراء البحر، في مُستقر للأوربيين؛ فالجبال عانقت طارق، والتاريخ رحّب بالأقوى، قد ولّى عهد القوطيين سُئل التاريخ عن الجزائر أجاب: لكم يحلو الحديث عن فيض غائر عن شمس بهية تنير درب الحائر أيها السائل، أنا مشدوه بحضارة وبطولة شعب ثائر أنا مبهور من صفحات الأمس، ووجه الحاضر؛ أنا مذهول من حواضر ورموز العلم، وعِقْد الحرائر آثار «تينْ هِنان» و»روبا» أنطقت كل زائر؛ وملحمة «نسومر» و»حسيبة» هلّت معها البشائر؛ ترصّع العقد ب: «جميلة» و»صليحة»، في نوفمبر ذات فجر زاخر؛ حرائر الجزائر فخر وفجر التاريخ، منبع الأمنيات، فص لمّاع لحلم سائر أنا منبهر من حواضر العلم، من رموز ومذهب ظاهر؛ نجوما للعابر، للسائرين، للمجتهدين؛ للتصانيف المُزهرة بنورها على مر السنين؛ «إباضية» تاهرت، ومعصومة الرستميين؛ عبد المومن بن علي وليد «تاجرة» من الأكابر؛ خليفة للموحدين؛ سيدي بومدين غوث في الجزائر؛ وفي فلسطين؛ وابن معطي الزواوي بألفيته من النوادر؛ شيخ النحويين؛ في دمشق ومصر لدى الأيوبيين؛ يغمراسن مؤسس للمغرب الأوسط ماهر؛ من المُعَظّمين؛ الغبريني بعنوانه في بجاية عروس الحماديين؛ ابن خلدون بمقدمته في فرندة من المُنَظِرين؛ ابن قنفد بأنسِه في قسنطينة، رائد المُترجمين؛ في وهران؛ سيدي الهواري ولي من الصالحين؛ في تلمسان؛ السنونسي بأم البراهين نجم الزيانيين؛ الثعالبي في الجزائر؛ بجواهره من المفسرين؛ وفي توات، المغيلي بمصباحه كبير الدعاة المُبشرين؛ دُرَر الأخضري حجة للدارسين؛ في الزيتونة والأزهر، وبلاد الرافدين للجزائر ساداتها وأشرافها الطاهرين؛ مقاماتهم تروي تاريخا لأجيال متعاقبين؛ سيدي أبو زيد قطب من الصفوة الأولين؛ وسيدي علي بن يحي معراج الساكنين؛ وسيدي أحمد بن يوسف سِراج للسالكين؛ وسيدي لخضر بن خلوف ولي من المُجاهدين؛ وسيدي المرسلي دفين الجبلية طود للمُتقين؛ هذا غيض من فيض، فعذرا للسادات الباقين الله أكبر على سلف طاهر؛ في العلم راسخين، في التاريخ خالدين ...يتبع