لاتزال ردود الفعل الدولية متواصلة بشأن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المملكة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، ضاربا بذلك كل مبادئ القانون الدولي واللوائح الأممية التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها. وجاء هذا التأكيد من قبل المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس الذي أشار إلى خطورة ما أقدم عليه ترامب في حق بلاده أولا وفي حق شعب مستضعف مؤكدا أنه " سيادة الصحراء الغربية لا تعود إلى دونالد ترامب ولا إلى المغرب". وانتقد كريستوفر روس موقف الرجل الأول في البيت الأبيض انتقادا لاذعا معتبرا اياه بالمتهور وغير المسؤول، مما سيؤثر كثيرا على الوضع في المنطقة ، خاصة أمام حساسية العلاقات بين الجزائر والمغرب بسبب هذا الملف ، والنتيجة التي أسفرت عنها المقايضة الأمريكو-مغربية بإقرار أمريكا السيادة للمغرب على الصحراء الغربية، في مقابل تطبيع المملكة مع الكيان الصهيوني. وأشار أيضا إلى أن الولاياتالمتحدة لم تكن بحاجة إلى هذا النوع من الصفقات، الذي يهدد مصالحها الاستراتيجية في المنطقة "قرار ترامب خطير ومتهور وغير عقلاني وسينعكس سلبا على استقرار المنطقة وعلى مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية في شمال افريقيا" لكنه في ذات الوقت ينفي أن يكون لهذا النوع من الصفقات أي تأثير على القرارات الأممية التي تخص ملف الصحراء الغربية، وبأن قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن ينبغي أن تطبق في أقرب وقت حفاظا على استقرار المنتظم الدولي الذي طالما نادت بها الأممالمتحدة، وضمنتها ميثاقها الذي صادقت عليه جميع دول العالم بما فيها أمريكا والمغرب "قرار ترامب لن يغير من المقاربة الأممية لملف الصحراء الغربية، ولن يلغي الحاجة العاجلة لتطبيق قرارات مجلس الأمن بل يعرقل التوصل إلى حل ويهدد الأمن والسلم على عدة محاور بالمنطقة" وعلى صعيد آخر لم يخف كريستوفر روس من تأثير هكذا قرار على علاقة الولاياتالمتحدة بالدولة الجزائرية التي تتسم بالتعاون في عدة مجالات، أهمها الطاقة والتجارة والتنسيق الأمني والعسكري "قرار ترامب سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الثنائية الأمريكيةالجزائرية... لا سيما أن الولاياتالمتحدة تربطها علاقات ثنائية مع الجزائر في مجالات الطاقة والتجارة والتنسيق الأمني والعسكري". فمبادئ السياسة الخارجية الجزائرية التي تتسم بالحياد وعدم التدخل في شؤون الدول، هي في نفس الوقت إلى جانب الشعوب المستضعفة وتنادي بتصفية الإستعمار، ومن بينه قضيتا الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية "مواقف الجزائر واضحة من ملف الصحراء الغربية ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية واللوائح الأممية وهو ما سيوسع حجم الهوة في العلاقات الثنائية". كما اعتبر ما قام به دونالد ترامب بالمخالف للسياسة الأمريكية ودعوتها الدائمة إلى الوقوف إلى جانب الدول المُسْتَعْمَرِة في أراضيها، وإقرارها بحقها في تقرير المصير الشيء الذي ضرب به ترامب عبر الحائط، وسيجعل المجتمع الدولي يشكك في مصداقية الدولة العظمى في العالم "اعتبره تنكرا من الادارة الأمريكية لمبادئ عدم الإستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير مصيرها الذي تبنته لعدة قرون بل وساندت الجزائر في الجمعية العامة سنة 1959" وشدد روس على أنه ينبغي تدارك الوضع من قبل بايدن الرئيس الأمريكي الجديد من أجل الحفاظ على مصالح أمريكا في المنطقة مصرحا على أن "الادارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن مطالبة بإلغاء قرار ترامب إذا ما أرادت الحفاظ على مصالحها في شمال افريقيا ...ومصالح الولاياتالمتحدة في شمال افريقيا تتطلب مقاربة حذرة ومتوازنة".