لقد مرت على بلادنا سنة حافلة بالنشاط السياسي رغم جائحة كورونا التي فرضت علينا التباعد والعزلة وقلة التنقل ومنع التجمعات السياسية والعائلية وقد كانت بداية العمل السياسي الجاد لاحداث التحول المطلوب من اجل بناء جزائر جديدة بمرجعية بيان أول نوفمبر 1954واستجابة لمطالب حراك 22فبراير2019 المبارك فقد استطاعت الجزائر تجنب الدخول في مرحلة انتقالية بحكمة وحنكة وذهبت الى انتخابات رئاسية تعددية من تنظيم لجنة وطنية مستقلة لاول مرة جرت في أمن وهدوء وشفافية ونزاهة وفاز فيها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون باغلبية الاصوات المعبر عنها وحول وعوده الانتخابية البالغ عددها 54الى التزامات تعهد بتنفيذها وبادر الى تنظيم لقاءات دورية مع بعض ممثلي وسائل الاعلام الوطنية العمومية والخاصة لمناقشة اهم القضايا التي تشغل الراي العام الوطني والاجابة على اسئلة الصحافيين ورغم الحظر الذي فرضته جائحة كورونا كوفيد على مختلف النشاطات فقد عرض رئيس الجمهورية الدستور للتعديل وكلف لجنة تقنية بدراسة الاقتراحات التي يمكن ادخالها على نص دستور 2016ونظرا لتعذر الاجتماعات للمناقشة والشرح فقد طلب من الاحزاب السياسية والجمعيات المنظمات ارسال مقترحاتها الى اللجنة المذكورة وجرت الحملة الانتخابية في ظروف عادية وشارك فيها المؤيدون للتعديل والمعارضون له وجرى الاستفتاء في اول نوفمبر الماضي بالتصويت لصالح التعديل وبالموازاة مع النشاط السياسي في الداخل واصلت الديبلوماسية الجزائرية تحركها نحو الخارج وقد حظيت العلاقات مع فرنسا بقسط كبير من العمل الجدي وتركزت الجهود على الجانب التاريخي بالدرجة الاولى والذي سمي بملف الذاكرة وتمكنت الجزائر لاول مرة في استرجاع جماجم 24شهيدا من ابطال المقاومة الشعبية كانت معروضة في احد متاحف فرنسا الاستعمارية وقد استقبلت رفاة الشهداء باحترام واجلال وفي موكب رسمي وشعبي ومازالت الجزائر تطالب باسترجاع كل جماجم ورفاة شهدائنا الابرار وكذلك استرجاع الارشيف الوطني الموجود بفرنسا كله وقرر رئيس الجمهورية يوما للذاكرة الوطنية يصادف ذكرى مجازر الثامن ماي 1945التي ذهب ضحيتها 45الف شهيد كما تم انشاء قناة الذاكرة للتلفزة الوطنية وقامت فرنسا بتكليف المؤرخ بن جامين ستورا لبحثملف الذاكرة وسيقدم تقريره للرئيس الفرنسي في شهر جانفي 2021وعينت الرئاسة الجزائرية عبد المجيد شيخي مسؤول الارشيف الوطني ومستشار رئيس الجمهورية والذي صرح بوجود صعوبات في معالجة هذا الملف الشائد والعقد والحساس فالجزائر تصر على استرجاع الارشيف وكل ما يتعلق بتاريخها وفرنسا تمانع وتتحفظ وتراوغ كعادتها ومن جهة اخرى تحاول الجزائر الدفاع عن مصالحها وتاكيد مواقفها الثابتة من بعض القضايا فقد جددت تاييدها للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال واقامة دولته ذات السيادة على ارضه وعاصمتها القدس وترفض التطبيع المجاني الذي قامت به بعض الانظمة العربية ومنها النظام المغربي الذي قايض فلسطين بالصحراء الغربية التي يواصل احتلاله لها متحديا قرارات الشرعية الدولية ومنها مجلس الامن والامم المتحدة التي تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر الاستفتاء الحر وقد استنكرت الجزائر اقدام المغرب على التطبيع مع الكيان الصهيوني وحذرت من المساس بامنها وقال رئيس الجمهورية ان الجزائر قوية واقوى مما يظن البعض في رسالة واضحة للمتربصين ببلادنا واكدت ان قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار وتتابع الجزائر عن كثب الوضع في ليبيا والساحل الافريقي ودول الجوار دون ضجيج.