- وزير الصحة: نحن في الموعد رغم التسابق العالمي- جمال فورار: إطلاق منصة لمتابعة الوضعية الصحية للملقحين التزم، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ببدء عملية تلقيح المواطنين ضد وباء كوفيد 19، قبل نهاية شهر جانفي، وها هو يجسد التزامه، حيث انطلقت أولى عمليات التلقيح ضد الوباء، أمس، من ولاية البليدة، أين أشرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على العملية بعد استيلام الجرعات الأولى من لقاح سبوتنيك V أول أمس، من مطار بوفاريك العسكري. وأشرف، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد رفقة وزير الصناعة الصيدلانية لطفي باحمد والوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات، اسماعيل مصباح على عملية التلقيح ضد فيروس كورونا انطلاقا من العيادة المتعددة الخدمات بحي الموز حيث كان مدير الصحة للولاية أول من أجرى التلقيح في عملية رمزية لانطلاق العملية التي تستهدف كمرحلة أولى قطاع الصحة والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة ليتم توسيعها الى بقية فئات المجتمع مستقبلا. وأكّد، وزير الصحة، أن التلقيح ضد فيروس كوفيد-19 سيتم بصفة «تدريجية» وسيشمل كل الولايات «دون استثناء»، داعيا المواطنين للتفاعل مع هذه الحملة التي وصفها ب«الهامة»، مذكّرا، بأن السلطات العليا تعمل جاهدة على تعزيز الحصول على الجرعات الكافية لتلقيح أكبر عدد من السكان لاكتساب المناعة الجماعية. وبعد أن ذكّر بأن العملية تأتي تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية بالشروع في عمليات التلقيح في شهر جانفي وتتم بفضل العمل «الجاد و المستمر» لأعضاء اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة وباء كوفيد19 وبالتنسيق مع الحكومة وعدة وزارات وعدة أشخاص ساهموا في العملية، لافتا إلى أنه «تم اقتناء اللقاح في أقرب الآجال كما طلبه الرئيس. وقال في هذا الصدد : «نحن في الموعد رغم التسابق العالمي والضغط الكبير الذي تمارسه الدول على أهم المخابر الدولية، و قد تمكنت الجزائر من الحصول على أول دفعة أمس من اللقاح الذي تم اختياره طبقا لمعايير دقيقة فيما يخص الفعالية و الأمان»، مذكّرا، بالمعاناة التي عاشتها ولاية البليدة مع هذا الداء مشيرا الى أن اختيار ولاية البليدة لإطلاق عملية التلقيح كان بسبب المعاناة الكبيرة التي عرفتها الولاية من هذه الجائحة ولأنها كانت البؤرة الأولى للوباء الذي فرض عليها الحجر الكلي وعاشت الضغط النفسي وفقدت الكثير من أبنائها» مغتنما الفرصة بالمناسبة للترحم على من فقدناهم و الدعاء بالشفاء للمصابين. «الاستمرار في إجراءات الوقاية وأخذ الحيطة والحذر» من جهة أخرى، أكد السيد بن بوزيد أن التجهيزات اللوجستية جاهزة و جميع الأطباء و مهنيي الصحة على استعداد لإنجاح هذه العملية مؤكدا على التجربة الرائدة التي تحوز عليها الجزائر في مجال التلقيح، لافتا، أن اللقاح يعد الطريقة الأمثل للحد من خطورة ومضاعفات المرض، مذكرا أن ذلك لا يعني أن نتخلى عن التدابير الاحترازية والوقائية التي أثبتت نجاعتها وسمحت بخفض عدد الإصابات بشكل «ملموس». وقال الوزير في هذا الشأن: «اللقاح هو الطريقة الحالية لتفادي الوباء لكن نكرر أن عمل كل المواطنين والأطقم الطبية وجميع القطاعات(..) مكّن من تحقيق حالة الاستقرار في وضعية الوباء» مشددا على ضرورة الاستمرار في الحيطة و الحذر للاستمرار في تسجيل انخفاض حالات الاصابة كما توضحه الأرقام التي هي «في تنازل»، كما قال. وأشار السيد بن بوزيد أن اللقاح ضد فيروس كوفيد-19 «يعطي الحماية لوقت ضيق ولا يحمي لفترة طويلة ولذلك قد يستدعي الوضع اعادة التلقيح بعد عدة أشهر» مضيفا أن عدد أشهر المناعة التي يوفرها التلقيح غير معروفة، داعيا إلى الاستمرار في احترام إجراءات الوقاية الأخرى، خاصة التباعد الجسدي وارتداء القناعات الصحية. «اختيار اللقاح الروسي كان على أسس علمية بعيدا عن الاعتبارات السياسية» من جهته، كشف، الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور جمال فورار، عن وضع منصة رقمية لتسجيل الأشخاص الملقحين ومتابعة وضعيتهم الصحية بصفة يومية وفي كل الولايات. وفي حديثه عن اللقاح الروسي «سبوتنيك V» الذي اقتنته الجزائر، أكّد، ذات المتحدّث، أنه «جيد وسيعطي مناعة جيدة للشخص الملقح وليس له مضاعفات»، كما أنه «معتمد من طرف العديد من الدول الأوروبية التي طلبت تلقيح سكانها به»، مشيرا إلى أن اختياره كان على «أسس علمية بعيدا عن الخيارات السياسية أو اعتبارات أخرى»، مضيفا، أن المجلس العلمي قام باختيار»سبوتنيكV» من بين أربع أو خمس لقاحات توجد ضمن العشر لقاحات التي تلقت طلب الاعتماد من المنظمة العالمية للصحة، لافتا إلى أن التقارير والدراسات العلمية أثبتت أن فعالية هذا اللقاح تصل إلى 92 بالمائة و 100 بالمائة فيما يخص تجنب الحالات الخطيرة لكوفيد19. كما، وصف، الدكتور جمال فورار بداية التلقيح ب «الحدث التاريخي»، مبرزا، أن الحملة انطلقت «في الموعد الذي حدده رئيس الجمهورية» قبل أن يؤكد أن العملية ستدوم طيلة السنة وستمس في مرحلة أولى الأطقم الطبية والأشخاص الذين يمارسون وظائف استراتيجية وهامة في البلاد والاشخاص من 55 سنة فما فوق والمرضى المزمنين . من جهة أخرى، أعلن الدكتور أن عملية التلقيح ستنطلق اليوم الأحد بالجزائر العاصمة من عيادة الينابيع وستتواصل تباعا في مختلف الولايات لتشمل ما لا قل عن 80 بالمائة من السكان، مشيرا أن استلام باقي جرعات اللقاح ستتم «تدريجيا»، كما لفت إلى أن توفير اللقاح للولايات البعيدة سيتطلب يومين أو ثلاثة لتوزيعه، علما أنه سيشمل كذلك مناطق الظل في إطار عمليات مخصصة لها وستتكفل بالعملية فرق متنقلة. ومن جهة أخرى، أشار السيد فورار أن جرعات أخرى من لقاح أسترا زنيكا الذي لديه هو الآخر «فعالية كبيرة» معروفة، ستصل اليوم إلى الجزائر، لافتا إلى عدم وجود أي بلد اكتفى باقتناء لقاح واحد فقط بسبب الضغط المسجل على المستوى العالمي فيما يخص اللقاحات، وبعد أن قال أن بعض «البلدن كبرى» لم تبدأ بعد في عملية التلقيح، اعتبر أن هذا الأخير يبقى «الوسيلة الأكثر فعالية» في خفض الحالات الوبائية وفي تقليص خطرها، قبل أن يشدد على ضرورة مواصلة احترام اجراءات الوقائية المعروفة والتعايش معها. وتلقى المواطنون، خبر وصول اللقاح للجزائر وبدأ عملية التلقيح بكثير من الإرتياح، وأكّدوا استعدادهم التام للتلقيح ضد وباء كورونا المستجد كخطوة نحو الوقاية وطي ملف هذا الكابوس، وثمّنوا مجهودات الدولة التي كانت سباقة في توفير اللقاح مقارنة بدول متقدمة، وهذا ما يجسّد حسبهم الإرادة القوية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالمضي قدما لإرساء قواعد الجمهورية الجديدة والتي بدأت مراسمها تتجسّد على أرض الواقع.