ونحن نحتفل بالمرأة في يومها العالمي، كان جديرا بنا تقدير سيدات القلم والخبر الإعلامي، وهن كثيرات ممن صدحن بكلماتهن في الصحافة المكتوبة والسمعي البصري، وتزخر وهرانوالجزائر بأسماء بارزة فرضت وجودها في الساحة الوطنية وكانت فخرا للمرأة المواطنة والإعلامية المثابرة من أجل صورة أجمل، ولعل من أبرز الأسماء المناضلة منذ سنوات التسعينات والتي أنصفها القدر أخيرا بفضل مجهودها المتواصل الصحفية ليلى زرقيط، إبنة «الجمهورية» الوفية للكتابة الصحفية صاحبة جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف لسنة 2020 . كان لابد التوقف عند هذه السيدة لأنها صنعت التميز في هذه الجريدة العريقة التي تحظى بأسماء صحفية أخرى لها من الاحترافية ما جعلها في الواجهة في كل المنافسات الوطنية والمحلية، ولعل ليلى واحدة من نساء الجزائر اللائي كسبن رهان التحدي بقلمها كصحفية وبحكمتها كمسؤولة ومديرة تحرير جريدة «الجمهورية»، المسؤولية التي لم تمنعها من سرقة الوقت والاختلاء بقلمها من أجل كتابة مقالة أو تحقيق أو رأي، وحتى النزول إلى العمل الميداني لن نتحدث عن إنجازها وتألقها لأنها معروفة محليا ووطنيا وحتى بالدول العربية بحكم مشاركاتها المتميزة وتمثيلها للصحافة الجزائرية في عديد المناسبات، ولكن نريد التكلم عن ليلى المرأة والأم والأخت والزوجة. عن اطار تحدياتها الواسع، الذي حققت فيه نجاحات كثيرة بدأت في حفاظها على محيطها الأسري وعلى إبنيها رغم إحساسها المفرط بالتقصير اتجاههما بسبب انهماكها في العمل الذي يأخذ كل وقتها إلا انها استطاعت ان تجعلهما يتوفقان ويتفوقان في مشوار الحياة والدراسة، واستطاعت ان توفر لهما كامل الرعاية والاهتمام. وبحكم معرفتنا بالزميلة والصديقة ليلى فان صفاء سريرتها وصدق مشاعرها جعلها تعيش من أجل الغير من أجل ابنيها وإخوتها وأخواتها، من أجل تعويض الوقت الضائع في زحام مهنة المتاعب، وأمام كل هذا تقف المرأة الطيبة والنقية بقوة الرجال مع كل من يحتاجها فهي مفرطة العطاء، وواسعة الصدر هي إمرأة بصرامة رجل وحنان أم. استطاعت لسنوات أن تكون الأم والزوجة والابنة والأخت ومسؤولة التحرير رئيسة ثم مديرة التحرير، و في الوقت ذاته سند عائلتها رغم أنها الإبنة رقم 10 بين إخوتها وأخواتها الأربعة عشر من نفس الأم والأب المجاهد الذي رافق الراحل هواري بومدين في ثورة التحرير بالولاية التاريخية الخامسة، امراة واجهت الكثير من الصعاب وبقيت صامدة أمام رياح القدر، وكانت دائما هي المنتصرة في كل المواجهات فعرفت كيف تقود معارك الحياة بمفردها. وعن مسارها المهني عملت ليلى زرقيط مراسلة حصة بدون تأشيرة من باريس، ثم مراسلة جريدة الخبر من سنة 1998 حتى 2000، وصحفية بجريدة الجمهورية من 1992 حتى اليوم.