تزايد الطلب على الأكسجين الطبي بشكل قياسي خلال الأيام الأخيرة مع تضاعف أعداد الإصابات بفيروس كورونا حيث يؤكد الأطباء بأن المتحور الهندي "دالتا" أصبح الأكثر انتشارا في الجزائر بنسبة 90 بالمائة مقارنة بكل المتحورات الأخرى و المعروف عن هذه النسخة بأنها أكثر خطورة و أشدّ فتكا بالشخص المصاب فبدون مقدمات أو أعراض واضحة مثلما كان يحدث مع النسخة الأصلية من كوفيد 19 يدخل المتحور "دالتا" مباشرة إلى الرئتين و يحدث خلالا وظيفيا بهما و من تم يصاب المريض بضيق حاد في التنفس يصل إلى نسبة 70 بالمائة و في هذه المرحلة يصعب إنقاذ الأرواح لأن الأكسجين لا يصل الرئتين و من تم الأعضاء الحيوية للجسم بالقدر الكافي. هذه هي وضعية المصاب بالمتحور الهندي حيث يرقد اليوم المئات من المصابين به بمصالح الإنعاش بأغلب مستشفيات الوطن و يشهد مخزون الأكسجين نقصا كبيرا مع الطلب المرتفع .و في هذه الأثناء تُوجه الأنظار نحو مصانع إنتاج الأكسجين الطبي و عددها محدود على مستوى التراب الوطني أهمها "لاند غاز" بالمنطقة الصناعية البتروكيماوية بوهران و وحدتها المخصصة للتوزيع بسيدي بلعباس و التي تموّن حوالي 10 ولايات غربية و جنوبية ،حيث شرعت المؤسسة في رفع طاقة الإنتاج منذ السبت الماضي إلى 4800 متر مكعب يوميا على شكل أسطوانات ذات 8 متر مكعب بمعدل 600 أسطوانة يوميا و رغم ذلك لا يصل الأكسجين بالقدر الكافي للمستشفيات و المرضى و في أغلب الأحيان ينخفض حجم ضخ هذه المادة بأجهزة التنفس نظرا لتضاعف أعداد المرضى المتواجدين بأسرة الإنعاش .و قد يسجل انقطاع في التموين من حين لآخر و عليه أصبحت أغلب المستشفيات المتخصصة في كوفيد تطالب اليوم بإمدادها بالأكسجين الطبي لإنقاذ أرواح الناس .و بولاية سيدي بلعباس تأزم الوضع أكثر مع تزايد الحالات و أصبح توفير خزان ثان بمستشفى دحماني سليمان أمرا مستعجلا و بولاية مستغانم تدعو المصالح الطبية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الوقوع في الأزمة عند بلوغ ذروة الإصابات خصوصا و أن العديد من المؤسسات الاستشفائية بهذه الولاية تشكو نقصا فادحا في التخزين و تطالب بتوفير خزانات ذات سعات كبيرة. و بولاية تلمسان يؤكد مدير الصحة بأن المشكل المطروح بالمستشفى الجامعي تيجاني دمرجي يكمن في التموين و الخزان الموجود ذو سعة 23 ألف لتر لا توفر منه شركة " لاند غاز" سوى 7 آلاف لتر و هذا بعيد جدا عن الاحتياجات.