لا تزال المستشفيات الجزائرية في معاناة غير مسبوقة لنقص الأوكسجين الطبي، حيث سجلت أرقام كبيرة في عدد الإصابات تعدت ال 1500 إصابة يومية حسب الأرقام الرسمية والتي قد تكون الضعف خارج ارقام وزارة الصحة كون العديد من المصابين يزاولون البروتوكول العلاجي في منازلهم. ومع عدم استقرار الوضع الصحي تصنع نداءات الاستغاثة الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلا تكاد تخلو عائلة من مصاب أو قريب في حالة حرجة يطلب الأوكسجين وكانت بالنسبة لهم تلك الوسائط ناقلة لصرخة استغاثة.. والتي لاقت معظمها التفاعل من قبل الجمعيات أو محسنين أو صيدليات أو تجار التجهيزات الطبية. كما عاش الجزائريون خصوصا الأسبوع المنصرم حالة هلع بسبب أخبار مواطنين بنقص الأوكسجين لعل أكبرها ماحدث في مستشفى مغنية ووفاة 24 شخصا في غياب الأوكسجين دفعة واحدة رحمهم الله. إذ تشهد جل مستشفيات الوطن حالة استنفار ورعب اثر أزمة الأوكسجين.. ما دفع بالعديد من المواطنين إلى الإقبال على التلقيح. وتشير في هذا الصدد الاحصائيات إلى تلقيح اكبر من 3.5 مليون شخص. حملات التطوع مستمرة وبالمقابل وبرغم تلك الارقام المخيفة ينتظر أن تعرف أزمة الأوكسجين انفراجا بوصول دفعات جديدة من مكثفات الأكسجين ما سيسمح على الاقل في استقرار الوضعية الصحية وانخفاض نسبة الوفيات. يضاف إليها تواصل حملات التبرع من قبل المؤسسات أو المحسنين وهو ما يتصف به الجزائري وقت الشدائد.. يذكر منها قبل يوم تبرع محسن بمنزله في مدينة شلغوم العيد بميلة لجمع التبرعات وقارورات الاوكسجين. فضلا عن حملة أطلقتها الكونفيدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين لتموين المستشفيات بمولدات الأوكسجين مجانا. عبر توزيع 100 ألف لتر يوميا والتحضير لاستيراد ما يناهز 5 آلاف مكثف أوكسجين. منها كذلك مؤسسة توسيالي للحديد بوهران والتي عملت على توزيع 100 ألف لتر من الأوكسجين يوميا. كما قام متعامل آخر بتموين المستشفيات ب 3000 مكثف من صنف 10 لتر و1000 مكثف آخر من صنف 20 لتر. من جهة أخرى، لاقت بعض المبادرات الأخرى ترحيبا منها إطلاق جمعية صومام بولاية بجاية نداءا لرجال الأعمال والمحسنين لجمع التبرعات لشراء محطة إنتاج الأوكسجين بطاقة 30 قارورة يوميا. وتمكنوا من جمع 1.7 مليار سنتيم في 4 ساعات. دفعت الحالة الصحية الكارثية بعموم المواطنين إلى لإقبال على التلقيح لتجد نفسك أمام طوابير طويلة لحجز موعد للتلقيح. وأكدت السلطات في ذات السياق توفر اللقاح وآخرها جلب طائرتي نقل عسكريتين يوم الجمعة نحو شحنة من اللقاح وأخرى من مكثفات الاكسجين والتنفس تقدر بمليون جرعة للقاح و750 جهاز أوكسجين تم اقتناؤها من الصين. إلى جانب استيراد 2000 مولد أوكسجين في غضون أيام.. يضاف لها عملية تضامنية باسم نقابة الصيادلة الخواص لاستيراد 2000 مولد أوكسجين بصفة مستعجلة وتوزيعها على جميع الولايات.. * تجار يساهمون في ارتفاع الأسعار ب 3 مرات والمطالبة بالردع. في الوقت الذي يعمل المتضامنون على رص الصفوف والوقوف إلى جانب عائلات المصابين والتخفيف من معاناتهم بتوفير قارورة أوكسجين وهو ما تفسره الطوابير أمام المصانع واستغاثة العائلات على مواقع التواصل والجمعيات. يجري البعض الآخر وراء جشع جمع المال الفاحش وهو ما اصطلح على تسميتهم "تجار الموت" أين أصبح الأوكسجين مادة نادرة يعجز الأهل والأطباء توفيرها. لينتهز قناصو الفرص الأزمة وجعلها تجارة مربحة بجثث الموتى باحتكار مادة الأوكسجين وبيعها بالاضعاف في أوسخ مظاهر الاتجار في مصائب البشر الأمر الذي انعكس على اسعارها التي تضاعفت ل 3 مرات على الاقل. ويطالب صيادلة خواص بترخيص بيع المستلزمات والتجهيزات الطبية الخاصة بالأوكسجين لكسر المضاربة وضمان استقرار في الأسعار والعرض والطلب.. وانتقد في هذا الاطار بلعمبري ممثل الصيادلة الخواص البزنسة والتهاب أسعار مواد الأوكسجين التي تضاعفت إلى 3 مرات حيث انتقلت من 5 ملايين إلى 10-15 مليون لسعة 5 لترات وكذلك بالنسبة للسعات الأكبر 10 لترات و20 لترا. متمنيا من الجمعيات والمحسنين التخفيف من معاناة العائلات برغم أن الإنتاج الوطني لمادة الأوكسجين كاف إلى غاية الآن خاصة بعد قرار تدعيمه بكميات سيتم استيرادها قريبا. ودعا بدوره الدكتور اخاموك عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا من يمتلك هذه الأجهزة دون الحاجة إليها إلى وضعها في خدمة المرضى الذين يصارعون الموت بسبب ضيق التنفس. خاصة وأن البعض الآخر اشتروها مخافة الحاجة إليها في ظل النقص الفادح في العرض وهو سلوك غير صائب.. مرجعا أهم الأسباب في ذلك إلى خصوصية السلالة المتحورة «دلتا» التي تتميز بالسرعة والشراسة مع تغير الأعراض وإصابة الشخص المريض بصعوبة في التنفس في غضون 3 أيام على أكثر تقدير.