من أشهر المعالم الأثرية التي ظلت شامخة منذ قرون خلت ولم ينفض عنها غبار بمناطق عدة بولاية البيض خصوصا بمناطق الأبيض سيدي الشيخ (مقر دائرة منذ 1957 م) التي تأسست مع بداية القرن التاسع الهجري حيث تتربع هذه الأخيرة على العديد من المواقع والمعالم والمحطات الأثرية ترسخ حقب تاريخية لحضارات ازدهرت بالجهة وإلى حد الساعة الكثير من المواطنين لم تتح لهم الفرصة ليزوورا أو تعرفوا على هذه الكنوز السياحية لاسيما اهتمام معظم السياح الأجانب من جنسيات فرنسية كما أشار أحدهم خلال السنوات الماضية "بان متعتنا تكمن كثيرا بزيارة واستطلاع المواقع الأثرية التي تزخر بهذه الجهة على غرار المناطق الأخرى من البلاد " ..ومن أهم الأثريات التي لفتت إنتباه الخاص والعام وكثر الحديث عنها في الكثير من المناسبات بمناطق الأبيض سيدي الشيخ جنوبا يأتي قصر ملك سليمان الواقع على بعد حوالي 20 كم عن مقر بلدية البنود المتواجدة في آخر نقطة بخريطة الولاية عن بعد 200 كم والتابعة إداريا لدائرة الأبيض سيدي الشيخ ..حيث يتميز موقع القصر بخصوصيات متميزة لها عدة أبعاد تاريخية وحضارية يقع هذا الأخير أي القصر الذي شيد منذ حوالي 10 قرون حسب ترجيح المعطيات في مكان عالي على إرتفاع 72 م على سطح الأرض حسب التقرير الذي إستلمته الجمهورية من أحد رؤساء الجمعيات الثقافية النشيطة(ب.أحمد) ببلدية البنود بان هذا القصر كان يملكه أحد الملوك خلال الحقب الغابرة يدعى"الملك سليمان" كان يتحصن به مع جيشه وخدمه ويحارب العدو في زمن وقت السلطان لكحل خلال حقبة عهد قبيلة بني عامر..ومن أهم التقنيات الحربية توجد بالقصر خنادق عرضها 4 أمتار تعتبر كبوابة لذاك المكان ..من خلالها يتم مراقبة اي تحرك للقوات المعادية لذا لا يستطيع العدو عبور الخنادق التي لا تزال شواهدها قائمة إلى يومنا هذا وبين أسطر التقرير يحكي أسطورة تاريخية أو ملحمة عايشها الملك سليمان حين إشتدت بينه وبين أعدائه ( السلطان لكحل ) حرب ضروس بالقرب من القصر الذي كان يعتبر من المكاسب الثمينة في هذا العهد البعيد ومن أهم الخدع الطاكتيكية تضع "جارية "من الخشب ليمر عبرها جيش ملك سليمان وبعدها تنزع هذه الحزمة من الخشب يصعب على الجيوش المعادية الدخول القصر ..وفي يوم من الأيام نسى الحراس الخشب الذي كان يضع كممر فوق الخنادق وهذا ما سمح لجيش السلطان لكحل بالدخول إلى القصر ففر الملك سليمان ورمى بنفسه من أعلى المكان (72 م ) حين قال " جرف ولا حديده " بعد ذلك قطع الوادي وهو يتألم ويمشي بعد أن فقد إحدى رجليه ومات بالمكان المسمى حاليا" المقرين" يبعد بحوالي 10 كم عن القصر وأصبح مزارا عبر التاريخ لهذه الملحمة..وعلى هذا السياق لقد أفاد الجمهورية نهاية الأسبوع الماضي أحد الأساتذة منهم الأستاذ طالبي لعرج مؤلف كتاب مختصر في تاريخ العرب ..أعطى مختصر عن تاريخ قبيلة إبني هلال وقبيلتهم إبني عامر حيث زحفت على بلاد المغرب العربي كان سنة 442 ه إذ تدل أن هذه الأثريات قد يكون عمقها الحضاري والتاريخي يفوق حوالي 10 قرون يبدأ منذ حقب إبني هلال التي سيطرت على المنطقة في حوالي النصف الثاني من القرن الخامس الهجري غير أن بني هلال وقبيلتهم الأكثر معرفة بإبني عامر الشهيرة تركت آثارا لا تزال شامخة على إتساع المناطق الجغرافية مثلا بضواحي بلدية البنود وضواحي الشلالة وبسمغون ...ولقد حظيت الكثير من المعالم الأثرية بالأبيض سيدي الشيخ .منها قصر ملك سليمان ومنطقة، تسمرت ،الخرواعة ،قصر لالة ربيعة ،.باهتمام خاص لاسيما لدى السياح الذين يتدفقون ويتوافدون من مختلف مناطق العالم وكذلك الزوار عبر مناطق الوطن الذين تتيح لهم فرص عطلة الصيف خلال إحياء التظاهرات الثقافية المعروفة بالمنطقة اكتشاف كنوز السياحة ومناطق التنزه بالبلاد ... وللتذكير تزخر المناطق الجنوبية بالكثير من المواقع منها كخلوة سيدي الشيخ هذه منطقة تعتبر من أشهر المعالم التاريخية التي بنيت بعمران تقليدي متميز خلال الحقبة التي عاشها الولي الصالح سيدي الشيخ ما بين 1533 م /940 ه إلى 1616م /1025 ه ..وكذا الحاسي ( البئر ) الذي حفره هذا الأخير وبقي صامدا إلى يومنا هذا ويعتبر معلما أثريا مهما يفوق عمره حوالي أكثر من 4 قرون و50 سنة ... ويضاف قصر ملك سليمان إلى جملة القصور العتيقة التي ترسخ بولاية البيض عمق الحضارة والتاريخ والثقافات التي سادت منذ قرون خلت ألهمت السياح وهذه القصور المنتشرة عبر بلدياتها منها قصر بنت الخص بضواحي بلدية بريزينة و كذلك قصر بريزينة وقصر الشلالة وقصر بوسمغون الذي يفوق تاريخه أكثر من حوالي 9 قرون وقصر أربوات وقصر الغاسول وقصر ستيتن وقصر الكراكدة ...فضلا عن أنواع السياحة منها السياحة الاجتماعية والدينية فمثلا تظاهرة ركب سيدي الشيخ التي تعد من أكبر التظاهرات الثقافية المعروفة بالتسمية الشعبية "بالوعدة "التي تخلد وفاة الولي الصالح سيدي الشيخ والشهيرة بالجهة الغربية عامة وبولاية البيض خاصة حيث يحييها السكان على امتداد حوالي 5 قرون تقريبا حسب أرجح المعطيات والتخمينات التاريخية تنظم سنويا بعاصمة أولاد سيدي الشيخ جنوب مقر ولاية البيض على مسافة حوالي 120 كم، كما هناك الزاوية التجانية مقرها بلدية بوسمغون وزاوية سيدي أخليفة ببوقطب وعلى هذا السياق فإن ولاية البيض لها مكاسب نادرة في الجانب السياحي الترفيهي منها تواجد واحات النخيل ،سد لروية الكبير والمغارات والكثبان الرملية وأثار الديناصورات ....التي تمتد من جنوب الأبيض سيدي الشيخ إلى ضواحي بلدية بريزينة إلى بلدية البنود مما جعل هذه المواقع الإستراتيجية الطبيعية تساهم بقدر كبير في جلب السياح من مختلف الجنسيات وكذا استقطاب وكالات السياحة ...ومن جانب آخر تعرف مناطق الولاية من خلال تواجد الكثبان الرملية بميزات السياحة الرياضية المعروفة بالترحال على الرمال والتزحلق ..لذا تعد مناطق ولاية البيض قطبا سياحيا هاما بالجنوب الغربي عبر حدودها الممتدة شمالا مع ولايتي سعيدة وتيارت وشرقا ولايتي غرداية والأغواط وغربا سيدي بلعباس والنعامة وجنوبا تتربع على مساحة حوالي 71696.70 كم 2 كلها مواقع أثرية ومحطات ساحرة ..وللتذكير بان أحد الفرنسيين السياح تحدث مع جريدة الجمهورية في وقت سابق بأنه كان يزور سنويا قصر ملك سليمان ويمكث به قرابة شهر برفقة الكثير من السياح إنه موقع سياحي وأثري نادر يحكى تاريخ عميق بالجنوب ...