غاباتنا الخضراء هي الرئة التي نتنفس بها والجمال الذي يحيط بنا فهي حياة وتاريخ فمن جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للاستقلال فكانت مأوى للمجاهدين ومراكز للتدريب والتجنيد ومستشفيات لعلاج الجرحى وهي ثروة وطنية بما فيها من كائنات نباتية وحيوانية متنوعة كما أنها مصدر اقتصادي كبير ولا تقل قيمتها عن غابات سويسرا وغيرها لكننا لم نحسن استغلالها لتكون مكان للسياحة والراحة كما أن غاباتنا توفر الرزق للكثير من العائلات المجاورة لها كما هو الحال في منطقة القبائل ومناطق أخرى بالوطن العزيز ولهذا فإن الاعتداء على غاباتنا بالحرق أو القطع الجائر هو اعتداء علينا ومس باقتصادنا وحياتنا وأمننا . إن موجة الحرائق الجديدة التي اندلعت في 14 ولاية أغلبها في شرق البلاد وفي مقدمتها ولاية تيزي وزو و أن تشتعل تلك الحرائق في وقت واحد وعلى مقربة من السكان والقرى والبساتين وتجاوز عددها الخمسين حريقا لاأمر دبر بليل ولا مجال للصدفة وقد أكد وزير الداخلية كمال بلجود أن أيدي إجرامية وراء هذه الحرائق المهولة التي خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة رغم المجهودات المبذولة من أعوان الحماية المدنية والغابات والجيش الوطني الشعبي والمواطنين الذين هبوا للمشاركة في إخماد الحرائق كما أرسل وفد وزاري ومهندسين للمتابعة وتقييم الخسائر التي ستتكفل الدولة بتعويضها . وقد تم تشديد عقوبات الحرائق المتعمدة التي تتراوح ما بين 20 سنة والسجن المؤبد وتصل إلى الإعدام في حالة وجود ضحايا وهذا ما ينطبق على هذه الحرائق التي تمس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين وقد جاءت في وقت كان فيه الشعب الجزائري يركز جهوده كلها لمكافحة جائحة كورونا وفي وقت صعب لكن إرادة الخير ستتغلب على كل الأعمال والإرادات الشريرة وعلينا أن نراجع عملية تنظيم وحراسة غاباتنا وحمايتها بإشراك المواطنين أولا وبتدعيم أعوان الغابات والحماية المدنية ماديا وبشريا وبتجنيد حراس موسميين في موسم الحرارة وتكثيف وتشديد المراقبة باستعمال وسائل متطورة كالمسيرات وطيران الإطفاء ومحطات المراقبة والإنذار المبكر وبمنع التجول والدخول في الغابات الحساسة خلال فصل الحرارة ووضع نقاط مراقبة في الطرق بمداخل ومخارج الغابات لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية .