- صاحب «لحن ساراييفو» للمطرب لطفي بوشناق صورته لا تفارقني ..ذلك الطيب الذي لم أكن أتوقع يوما ..أن نعيش محطات اللقاء ..ونتناغم بصورة أخوية وبشكل لم يخطر لي على بال..ملحن كبير ..من مصاف العظماء ..يحيلك بطيبته وعفويته وصدقه ..وروحه المتواضعة ..كي تعيش له ويعيش لك ..تصالحنا معا ..على لغة تناغم في مكان يجمع عادة الكتاب والأدباء والشعراء والنقاد والمولعين بالفعل الإبداعي والثقافي .. جلسات نادي اتحاد الكتاب الجزائريين في نادي اتحاد الكتاب الجزائريين الواقع بشارع ديدوش مراد ،كنا نعيش نكهة اللقاء ونتجاذب الأحاديث ولغة المعاني الجميلة ، نرصد محطات هنا وهناك،ونطالع يومية «الشعب» التي كانت تحيلنا على واقع البلد، خلال سنوات 1987و 1988 كنا نرتشف الشاي في النادي الذي كان يتردد عليه كتاب وشعراء وصعاليك وذوات من الذين يعشقون الكلمة الحالمة والمقال الذي تحتويه الصفحات الثقافية وكتاب على شكل ديوان في يد كاتب مرموق، يحيل الناس على شاعرية من لازمهم المعنى، كي يرصدوا.. محطات لهم في الشأن الإبداعي.. خلال زمن « الشاذلي بن جديد» الذي عشنا فيه محطات خالدة من الإبداعات سمعنا وحضرنا لغناء « وديع الصافي» وصباح فخري ونجاة الصغيرة وهاني شاكر وسيد مكاوي وميادة الحناوي ،ونعيمة سميح وعلاء زلزلي وعبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدوكالي وفرق المشاهب وجيل الجيلالة ..كنا نعيش زمنا ذهبيا تلونه أسماء ثقيلة من فنانين كانوا يزورون الجزائر ويغنون في الموقار والأطلس وإبن خلدون ..وغني سيد مكاوي في الحراش وبلكور في ساحات عمومية خصصت للغرض الفني الأصيل .. تعجبت كيف لملحن كبير ينزل ماشيا من مقر الإذاعة والتلفزيون إلى شارع رقم 90 ديدوش مراد حيث مقرات الضمان الاجتماعي، وكذا مقر اتحاد الكتاب الجزائريين ينزل ذلك الكبير هناك على الساعة 12 زوالا ،كي نتناول معا سندويشا في نادي إتحاد الكتاب، نجلس معا نشرب الشاي ،غير مصدق أنني مع كبير لنا في محفل الفن والتلحين والموسيقى .. عبقري اللحن الجزائري والعرب نوبلي فاضل ..المتواضع الطيب والجميل المتخلق الجميل ..تراه هناك في نادي إتحاد الكتاب يجلس هناك طيلة ساعات ..لنتكلم في الثقافة ، وفي مشاريع له مع كبار المغنين والفنانين وعظماء الفن في المشرق ..يجلس ساكتا وينظر يمينا وشمالا بهدوء، فالكل يعرفه هناك، يسلم على الكل هناك ، يسلم على هذا ويشاغب من معه ويلتفت إلى تلك الجميلة الجالسة هناك ، لا تعرف من هي،هل هي كاتبة أم مبدعة أو مولعة بالإبداع والمبدعين.. كذلك كان يحكي مع « أحمد منور « المتواجد هناك ،ليلتفت إلى» لخضر فلوس» الذي جاء صدفة إلى العاصمة ،يدخل عبد العزيز بوشفيرات ويتبعه عاشور فني ومشري بن خليفة ..عالم ثقافي رائع .. كبير هذا الذي لحن يوما لمطرب المطربين الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي أغنية « لأجل عيونك « ، في وقت أن «وديع الصافي» الذي عادة ما يلحّن لنفسه، ويأبى ألحان غيره ، ولكن الموسيقار «نوبلي فاضل» كسر ذلك الطابو وقام بتلحين إحدى أغانيه،لم يبق هنا عند وديع الصافي وإنما لحن أيضا لحنا عظيما لماريشال الأغنية العربية الفنان التونسي الكبير « لطفي بوشناق» أغنيته الخالدة العالمية « ساراييفو « .. مسيرة مُشرّفة رغم التهميش والمرض .. !! لقد نشرت يوما مقالا بموقع سيدي عيسى عاصمة الشمال الذي كنت أديره وهذا بتاريخ السبت 8 ربيع الأول 1437ه الموافق ل 2015-12-19....نشرت مقالا في نوبلي فاضل ..من بين ما كتبت..: « أتذكره جيدا ...كنت ألتقيه في نادي إتحاد الكتاب الجزائريين ..رقم 90 شارع ديدوش مراد ،متواضعا بشكل رهيب ،وقتها تساءلت.» كيف لفنان عبقري درس الموسيقى في مصر ودرس في السربون بفرنسا ولحن للعباقرة العرب الكبار أن يكون متواضعا لهذه الدرجة؟ فنان كبير ومتمرس ومحترم .. كنا نقول في داخلنا : أهذا هو الفنان والمثقف والمفكر في بلدي ...؟ ،يصل به الوضع إلى درجة لا يسأل عليه أحد !!، حتى من أقرب الناس إليه ، الفنان نوبلي فاضل هذا الذي طردته مؤسسة الإذاعة يوما حينما قال متحسرا يوما وبألم: « فصلي من الإذاعة كانت سببا في مرضي ...». الموسيقار نوبلي فاضل كان متواضعا وطيبا وكريما ،ولم يكن مثل من يبحثون عن المال ،بل كان ملحنا يرسم ما بداخله من روح موسيقية دون أن يطلب المقابل ،وهناك ألحان كثيرة أعطاها بالمجان، ولم يكن يفكر في مسكنه وفي بيته و حياته الخاصة ، لدرجة أنه وجد نفسه في الأخير وحيدا يصارعه المرض.. قال فيه يوما أخوه صلاح الدين الذي هو بمثابة وكيل أعماله : « فاضل لم يأبه يوما بجني الأموال، وطيبته من أوصلته إلى هذا الأمر، لقد كنت أغضب في بعض الأحيان لحاله، وأضرب له أحد الأمثال، من خلال سؤاله: كيف تتعامل مع شخص يقوم بتكسيرك عمدا؟ ، هل تتغاضى عن الأمر وكأن شيئا لم يكن؟، أما ترد عليه؟، ولقد كان رد فاضل دوما» : أتغاضى عن الأمر لأنه قد يكون دون قصد..ويضيف صلاح الدين:« طيبة فاضل الزائدة سبب مشاكله.» ...نعم إنه وضع الفنان والمثقف والمفكر والمبدع والعبقري في بلدي، لا يجد حتى ثمن الدواء ولا يجد الصديق، بل لا يجد حتى من يسأل عنه ،لعلم القارئ الكريم فإن الموسيقار نوبلي فاضل كان يتقاضى 15000 دج في الشهر ،وهي قيمة راتبه من التقاعد . في عام 2015 حكينا معا في المسنجر ، ومن الكلمات التي سجلتها» الحمد لله... شكرا أخي الموسيقار نوبلي فاضل ..صدقني استمتعت بألحانك الخالدة للعباقرة العرب، وديع الصافي ،لطفي بوشناق.. وصوفيا صادق ...وأنوشكا... ومحمد الحلو ...وعلاء زلزلي ...زياد غرسة... زياد برجي... سارة فرح.. وسوزان عطية وآخرون ..سعدت بك وبمحادثتي معك واتصالك الطيب أخي الملحن نوبلي فاضل ونطلب من الله الشفاء العاجل لك ومحبتي لك ولكل العائلة... وقلت له : « جميلة الصورة التي وضعتها في صفحتك أخي الملحن نوبلي فاضل للمطرب المصري محمد الحلو صديقك وقت الدراسة في المعهد العالي للموسيقى العربية بمصر ...شكرا لك ولمحبتك لي كثيرا وربنا يشفيك ويعافيك أخي الجميل نوبلي بفاضل ..راح أنشر صورتكما مع بعض عزيزي ..ولعل ما لحنته له عبر تلحينك الجميل لأغنية « إذا جئت بعدي « للشاعر الجزائري العبقري أزراج عمر، إنما تعطي هذا المعنى الجميل الذي جمع ثالوثا جميلا « الملحن والمغني والكاتب»، أنت تسعدنا أخي نوبلي فاضل ...وربي يخليك إن شاء الله...». لحّن لوديع الصافي والزلزلي وأنوشكا ولطفي بوشناق آخرون كثيرون متميزون لحن لهم نوبلي فاضل مثل أغنية «لأجل عيونك» للفنان الراحل وديع الصافي،وأغنية «عاشقين» للفنانة نهاد طربية،كما لحن للفنان اللبناني علاء الزلزلي أغنية باللهجة الجزائرية بعنوان «بزاف»،وكذا العديد من الألحان للفنانة المصرية أنوشكا،ولحن أيضا للفنان التونسي لطفي بوشناق على غرار «أمن السلام يعود «، كما كان نوبلي فاضل نجما ساطعا في سماء التلحين ولم تنحصر أعماله الإبداعية في الغناء فقط، بل دخل عالم السينما من خلال تلحينه للعديد من الموسيقات التصويرية لأفلام ومسلسلات جزائرية منها «زهرة اللوتس» للمخرج عمار العسكري، و« الطاحونة «، إضافة إلى تلحين مسلسل «المصير» للمخرج جمال فزاز... نال نوبلي فاضل الكثير من الجوائز من بينها «الفنك الذهبي» لموسيقى المسلسلات التلفزيونية مرتين على التوالي، وأحسن موسيقى أفلام لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط، وكرم في عديد من المناسبات الوطنية. أهم أعماله ما يلي: - أغنية (ساراييفو) للطفي بوشناق من تونس. - أغنية (عيني) لميادة الحناوي من سوريا. - أغنية (دنيا) لمحمد الحلو من مصر. - أغنية (غزة اصمدي) للطفي بوشناق. - أغنية (إذا كنت مثلي تحب الجزائر) لصوفيا صادق. - أغنية (مازال الحال) لمحمد راشدي. - أغنية (يا حنانا) لرشيد منير. - أغنية (من لي عبد ضاق ذرعا) لنوبلي منصف. - شارة التليفزيون الجزائري(صباح الخير(..... يقول الشاعر الكبير أزراج عمر لصحيفة العرب بتاريخ : الجمعة 07/20/ 2018 لا تزال عائلة الفنان والموسيقار الجزائري البارز نوبلي فاضل تدعو المسؤولين على الشأن الثقافي والفني الجزائري إلى أن يوفروا له العلاج دون جدوى أيضا، وجراء ذلك فإنه قد بقي حتى الآن فريسة لمرض الزهايمر الذي هدم حياته وأطفأ مصباح موهبته الكبيرة، الأمر الذي شلَ نشاطه الموسيقي بصفة نهائية، وها هو يوجد الآن أسيرا لجدران منزله الأربعة حيث تحاصره العزلة القاتلة».... صلاح شقيق نوبلي فاضل قال يوما لصحيفة ل «المحور اليومي»: « إنهم لا ينتظرون أجرا ولا تعويضا بقدر ما يسعون لرد الاعتبار لشقيقه الذي بات يصارع مرض الزهايمر، موجها أصابع الاتهام لأسماء ضالعة في تهميشه، مشيرا إلى أنهم يسعون جاهدين لإخراج أعماله للنور بتقديمها لأسماء فنية شابة سواء عربية أو الجزائرية، كاشفا عن جملة من المشاريع الواعدة على غرار مشروع كتاب يسرد أهم محطاته الفنية.» « نوبلي فاضل هو في مرحلة صعبة من مرضه «الزهايمر»، إذا أضحى لا يستطيع التحكم في طبيعته البيولوجية، وأمور كثيرة هو يعاني منها، فصراحة نحن لا نعيش مرضه وفقط، وإنما كيفية رد الاعتبار لهذا الإنسان الذي أفنى عمره في تقديم الأفضل للجزائر، ولو كانت الأمور على عكسها أي أنه أخذت بعين الاعتبار كل الإنجازات والأعمال الفنية التي قدمها، لكان هاجسنا الأكبر مرضه فحسب. فهل يعقل أن يهمش فاضل الابن الذي خدم الدولة بألحانه وموسيقاه والذي اجتهد في مناسبات أول نوفمبر و5 جويلية ؟، وفتح مبنى هضبة العناصر «قصر الثقافة»، أين سجل حينها حضور عدة رؤساء من بينهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «أبو عمار» ..بملحمة قدم فيها مختلف الطبوع الجزائرية. سفر نوبلي فاضل إلى مصر للدراسة كان بعد فوزه بالمسابقة التي قامت بها الإذاعة الوطنية آنذاك، وكما هو معروف، فإن فاضل كان يتقن العزف على العود في تلك السنوات التي كانت فيها الجزائر فتية بعد استقلالها ، حيث كان النجاح مفخرة ،وهو بالضبط ما حصل مع فاضل، رغم أنه في بداية الأمر وجد صعوبة في إقناع والدي الذي كان متعصبا بعض الشيء ومتفتحا لأشياء أخرى وكان معارضا تماما لفكرة دراسة الفن، لأنه كان يريد أن يخوض مجال الطب أو مهنة المحاماة وغيرهما، لكن فاضل استطاع أن يقنعه، فقد كان ذكيا وهادئا ولا يبوح بكل ما يجول في خاطره وحتى وجعه كان يخفيه، فضلا عن أنه كان خجولا جدا، لدرجة أنه كان يفضل أن يكون بعيدا عن الأضواء، رغم النجاحات التي كتبت لأعماله، كان همه الوحيد حب الوطن الذي زرعه فينا والدي. عندما سافر إلى مصر فتح له النجاح أبوابه، حينها تعرف على أصدقاء كثر على غرار الفنان القدير» محمد عبدو»، سوزان عطية، جورج وديع الصافي، محمد الحلو، واليمني أحمد فتحي، فقد صنع التميز بينهم وكان محترما من طرف الجميع، فاضل وقتها كان رياضيا، كان يمارس رياضة الجيدو، ورياضة كرة الطائرة، إلى جانب اليوغا، يحرص على المطالعة وقراءة الكتب، يعني أنه كان مُلما بكل شيء، وعند عودته إلى أرض الوطن استأنف عمله في الإذاعة، وقتها كان هناك شخص «أتحفظ عن ذكر اسمه»، فتح شركة في فرنسا وأصبح يشجع «فن الراي» واستقدم عدة فنانين على غرار الشاب خالد، الشاب مامي، وبوتلة، أحببنا أم كرهنا، الفكرة انتقلت إلى الخليج في ذلك الوقت وقرروا أن يشجعوا الأغنية الخليجية وينشروها عربيا، وهو ما فعلوه حيث استطاعوا عبر مجهوداتهم ونظرتهم الإبداعية توسيع رقعة الأغنية الخليجية والتي أضحت مسيطرة على الساحة الفنية العربية، من خلال الإمكانيات وبُعد النظر، كما هو الحال هنا في الجزائر للأغنية الرايوية التي وصلت إلى العالمية. في تلك الفترة التي كان يعمل فيها نوبلي فاضل في الإذاعة الجزائرية كان وقتها يشكل خطرا في الميدان الفني، أقول لماذا، لأن فاضل درس وهو أول جزائري تحصل على شهادة التأليف الموسيقي، فضلا عن أن فاضل مثقف، أي أنه لا يقدم أي عمل عبثا وإنما يسعى إلى بعث رسالة، كما له حب الانتماء خاصة وأن والدي كان أنذاك في الحكومة المؤقتة أين ورثنا عنه وطينته، فقد كان باستطاعته أن يعيش في مصر أو لبنان بكل سهولة لكنه أبى إلا أن يعطر ريح الجزائر حياته .. وفي مقام آخر يقول أخوه الآخر عماد وفي حوار أجري معه في يومية الجمهورية عام 2014 : متى نتذكر فاضل...؟ هل نتذكره يوم وفاته ورحيله عنّا ؟ أخي فاضل عانى الأمرين طيلة مشواره الإبداعي،ولم ينس يوم طُرد شرّ طردة من التلفزيون الجزائري عام 1992، وأنه لم يتحصل على منحة التقاعد المقدرة ب 14000دج ، إلا بعد أن طلبت عائلته حقوق معاشه وبشق الأنفس،مشيرا إلى أن هذه «المحنة» كما سماها شقيقه لا تكفيه حتى لشراء الدواء الذي تزيد تكلفته عن 12000دج شهريا.!.. خصاله الحميدة وأخلاقه السامية،كانت أحد الأسباب التي جعلت «فاضل» يقاوم «الزهايمر» حيث أدرك وبقناعة تامة بأن الحياة البشرية ابتلاء واختبار للإنسان،وأنه يجب في مثل هذه الظروف مجابهة مثل هذه الظروف الصحية القاهرة،حتى يمكنه تجاوزها بسلام،ولكن ما حزّ كثيرا في نفسية عماد،هو عدم قيام المسؤولين في بلادنا بزيارته والاطمئنان على صحته، موضحا بأن «مثل هذه الزيارات من شأنها أن ترفع معنويات أخيه،وتمنحه دفعا بسيكولوجيا قويا لمجابهة آثار المرض الذي يعاني منه،مع العلم أن منزله بمدينة شرشال المضيافة،بات اليوم محجًّا للكثير من الفنانين الكبار من الجزائر أو خارجها على غرار المطرب السوفي محمد محبوب،المناعي، وحتى الفنانة هدى سعد ووالدها، المطربان التونسيان زياد غرسة،محسن الماطري والإذاعي التونسي الشهير سامي فرتونة وغيرهم... تذكر كما ترون صديقي الملحن نوبلي فاضل ..وكُلي وجع من واقعنا الجاحد الذي لا يقيم وزنا للكبار ..واحدا عبقريا من مصاف الكبير نوبلي فاضل المحترف والمتمرس يغني له الكبار يعيش هذا النكوص، وهذا الواقع الجاحد في حق المبدعين والفنانين .. يكفيه فخر نوبلي فاضل أنه لحن لوديع الصافي مطرب المطربين ..ولحن «سارييفو» للكبير التونسي لطفي بوشناق ..نتمنى له الشفاء العاجل، هو واحد من عائلتي ومن عشيرتي، خلده التاريخ الفني الجزائري وأنا أخلده بطريقتي كي يسكن العقل والروح ، واحد هو صنفي ومن قبيلتي.. هو في فعلا في القلب..