@ الجزائريون يستذكرون ألم الفاجعة « قالوا حسني مات ..لميمة دهشت وبكات ..خلعتوها وقتلتوني وهدرتو فيا وقلتو مات.. حرام عليكم آعدياني " ...من منا لا يتذكر رائعة الشاب حسني وهو يردّ على مُروجي الشائعات، مُكذبا خبر وفاته بأغنية مؤثرة هزّت وقتها كيان مُحبيه وجعلتهم يتنفسون الصعداء مُطمئنين " حسني ما ماتش .. !!، وفي حوار حصري كانت جريدة الجمهورية الأسبوعية قد أجرته مع الشاب حسني في ديسمبر 1993 قال فيه : " أطلب من جمهوري الفني ألا يسمع الإشاعات الكثيرة التي تُنشر عن طريق الكلام المجاني أو الكتابة التي تفتقر إلى المصداقية، أنا لا أريد أن أدخل مع أي طرف في متاهات الرد والتكذيب ".. لكن !! .. اليوم وبعد مرور 27 سنة على اغتيال حسني شقرون لا مجال لتكذيب النبأ ، لأن ملك الأغنية العاطفية رحل فعلا .. !، بعد أن اغتالته أيادي الغدر يوم الخميس 29 سبتمبر 1994 أمام مقر سكناه بالحي الشعبي "قمبيطة " ، موجهة نحو قلبه ثلاث رصاصات، اخترقت بدورها قلوب عشاقه الذين بكوا بدل الدمع دما، ولا زالوا إلى يومنا هذا يبكون رحيلَه، ويحزنون عند سماع صوته الذي طالما عانق سماء وهران، هذه المدينة التي ألهمته وفتحت له ذراعيها ليغني " البيضاء مونامور" ، " قاع النساء " ، " طال غيابك يا غزالي " ، " لوكان صبت ما نفارقهاش " ، " مازال كاين ليسبوار " ...وغيرها من الروائع التي لا تزال راسخة في القلوب قبل العقول .. ظاهرة فنية لن تتكرر .. !! حسني شقرون ظاهرة فنية لن تتكرر وشعبيته الكبيرة تعدت حدود الوطن ، فرغم ظهور العديد من الأصوات الشبابية التي حاولت تقليده وإكمال رسالته الفنية، إلا أنها فشلت في أن تكون الوجه الثاني ل " حسني " رحمه الله ، وهو ما اتفق عليه أغلب المنتجين والملحنين وكتاب الكلمات في تلك الفترة بعد أن رفعوا الراية البيضاء وقالوا " لا بديل لحسني "، .. ابن قمبيطة" الذي لقبته الصحافة الوطنية ب " الفنان الأسطورة " غادر الحياة وعمره لم يتجاوز 26 سنة ، مودعا عائلته وجمهوره و أحلامه التي كان يرسمها بعناية، ويقاسمها مع الجزائريين الذين أحبوا صوته و أُغرموا بأسلوبه الغنائي، فقد كان " حسني " الصوت الأكثر تعبيرا عن حال الشباب في تلك الفترة، حيث قال في حوار صدر بالجمهورية الأسبوعية سنة 1993 تحت عنوان " الشاب حسني في حديث خفيف عن : وهران والراي والشباب " :: أنا شاب مثل بقية الشباب ، أعيش لوهران والشباب بل أعيش للجزائر والشباب.. " ، وفي مقال صدر بجريدة الجمهورية يوم 29 سبتمبر 1999 تحدث بعض الشباب عن رحيل حسني ، فقال أحدهم: " حسني مع الشوماج خفيفة علي ولكن رحيله أحزنني والبطالة ستصبح أثقل بكثير " ، أما قفايتي نور الدين وهو المدير الفني الذي طالما تعامل معه حسني فقال : " حسني اغتيل بتاريخ 1994 ولكن في كل مرة يغتال آلاف المرات بتسابق المنتجين الذين رفعوا شعارات" كيف نربح " ليجدوا أن حسني هو الورقة الرابحة ، هؤلاء يكسبون الأموال بإعادة أشرطته في هيئة جديدة والجمهور العاشق لأغاني حسني يتهافت على شرائها ، وهنا أود أن أبلغهم بأنها تجارة فقط .. وذكر أنه سبق وتعامل معه سنة 1993 ، حيث أنتج معه أشرطة بطريقة " لايف " وانتقل معه عبر جولاته إلى كندا والنرويج ، لكن بعد موته لم يبع أشرطته و يتساءل حول المشاهد المزعجة التي تحدث أحيانا خاصة المتاجرة باسم حسني رحمه الله" . وفي نفس المقال الذي صدر بالجمهورية سنة 1999 قالت الشابة الزهوانية :«أول شريط شاركت فيه مع حسني كان سنة 1986 ، وبه اشتهر أخي حسني الذي اعتبره ابنا لي "، وحسب المقال فعندما اغتيل حسني خرجت الزهوانية مفزوعة من شدّة هول الخبر ، ومن تلك اللحظة غادرت وهران، وقالت إنها متحسرة على حال والدته التي لم تسترجع حقوق ابنها الغالي" خاتمة تصريحها " الله هو الوكيل والإنسان الذي يطمع في حقوق غيره سينال عقابه " . مسيرة ثرية .. ليس من السهل رصد المسيرة الفنية للشاب حسني في سطور ، فهو من مواليد وهران 1 فيفري 1968، بدأت رحلته مع الغناء سنة 1985 ، أول منتج تعامل معه هو محمد صاحب استوديو " سانكريبان" الذي سجل له أول أغنية كانت بعنوان " البراكة " مع الشابة الزهوانية، وكانت تجربة ناجحة جدا ،حيث ضم الشريط 6 أغاني من بينها " شيخ الطلبة" ،« عارفك بدالة " ، " وكلت عليك ربي "، كما أنتج له أكثر من 48 شريطا أشهرها " قاع الرجال اللي كاين " سنة 1994 ، استطاع بعدها وفي مدة قياسية أن ينتج أكثر من مائة ألبوم، وأغانيه كانت تحتل الصدارة في الإنتاج والتوزيع والبيع ، كما غنى في أمريكا وفرنسا،وتعامل مع عدة مؤلفين مثل عزيز كربالي ، محمد نونة، أحمد روماني ، وغيرهم ، صوّر المرحوم حسني 3 كليبات طوال مسيرته الفنية كان يبثها التلفزيون الجزائري ، وهي أغنية " قاع النسا" ، مازال قلبي من الكية ما برا "، و« كي ندير باش ننساك ". وظف المرحوم حسني الألحان الشرقية والغربية في مجموعة من أغانيه، وقال بهذا الخصوص في اللقاء الذي نُشر بالجمهورية الأسبوعية في ديسمبر 1993 : " حقا أنني أوظف بعض الألحان الشرقية والغربية ، وهذا ناتج عن التفاعل الفني، والتأثر بالفنانين الشرقيين والغربيين ، وبوضوح فطريقتي تتمثل في معايشة الحدث الفني في أجوائه المفتوحة، لكن نكهة الأغاني تبقى وهرانية جزائرية، فالتأثر محكوم بروح أغاني الراي والتميز المحلي الجزائري "، ومن بين الأغاني التي لقيت نجاحا كبيرا نذكر "عمري عمري " المستوحاة من لحن "علشان ما ليش غيرك" للمطرب فريد الأطرش، " راني خليتها لك أمانة" من موسيقى مسلسل" ليالي الحلمية"، "غدار" لحن ل " خوليو إغلسياس"، " علاش ديما وحدك علاش " لحن "أهواك" لعبد الحليم حافظ، " علاش يا بنت الناس " من أغنية " كلام الناس لجورج وسوف "، وغيرها .