بالرغم من كل المجهودات المبذولة من قبل الجهات المسؤولة لتنظيم المرور والحد من الحوادث التي تشهدها معظم الطرقات إلا أن هذه الأخيرة مازالت في تزايد مستمر يوما بعد يوم هذا حسب ما نلمسه من خلال آخر الإحصائيات والأعداد المسجلة عبر تراب الوطن وتراب ولاية وهران على وجه التحديد . ولعل أبرز سبب لإرتفاع نسبة الحوادث هو التهور والسياقة الغير سليمة التي يمارسها العديد من أصحاب السيارات غير المحترمين بذلك قوانين واشارات المرور الموضوعة ، الأمر الذي تشهده يوميا خلال مرورنا بمعظم الطرقات التي أصبح الإزدحام والفوضى سيزتين لها حيث يتدافع السائقون من أجل محاولة المرور وكل واحد منهم لا ينتظر الثاني دون أن يأبه أياّ منهم بأولوية المرور أو الأحقبة لينتج عن ذلك غالبا مناوشات وشجارات وسط الطريق هذا إن لم يحدث أكثر من ذلك وهو الإصطدام ولا يقتصر هذا الأمر على السيارات فقط وحتى الحافلات الخاصة بنقل الركاب أصبح لسائقيها دور فعال هذه الفوضى والتسابق ضاربين بذلك بسلامة الركاب وأمنهم عرض الحائط . سلوكات مشينة يرتكبها هؤلاء السائقون متعمدين وتجاوزات في حق القانون غير مبالين بما قد يحدث لهم من أخطار. ويرجع ذلك كله إلى غياب الثقافة المرورية في مجتمعنا حسب ما يوضحه الأخصائيون فليس كل من يملك رخصة سياقة أو يحسن قيادة السيارة يمتلك ثقافة المرور للأسف وهو ما يترجم الواقع الذي نلمسه حيث تتجلى ثقافة أخرى هي ثقافة الشاطر يمر الأول ويتجاوز الجميع ويسوق بأكبر سرعة أما الثاني والذي يسوق بعقلانية فلا مكان له. وأمام ذلك تسعى الجهات المسؤولة لردع هؤلاء من أجل ضبط الأمور من خلال زيادة المراقبة بتعزيزات أمنية إلى جانب التعديلات المختلفة بكل قانون المرور وغيرها من التدابير التي تبقى دائما في حاجة إلى ما يكملها وهو نشر الوعي والثقافة المرورية أو ثقافة السياقة والتي تبقى مسؤولية جميع أفراد المجتمع.