تشهد ظاهرة التسوُّل ارتفاعا كبيرا بولاية وهران ، حيث أصبحت علامة مُسجلة في العديد من الشوارع والأحياء وحتى الأنهج الرئيسية الكبرى بعاصمة الغرب الجزائري، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، كونها أضحت «حرفة»، من لا حرفة له، بغض النظر عن المحتاجين الحقيقيين الذين يفضل غالبيتهم التوجه صوب الجمعيات الخيرية، بدل التسول في الشوارع. ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، الذي بات نقطة سوداء تُشوّه بهاء وهران، وتُزعج المارة والسكان وأصحاب المركبات على حدّ سواء، قمنا أمس بجولة ميدانية ،شملت جميع الأنهج والشوارع الرئيسية الكبرى وسط المدينة، كشارع العربي بن مهيدي، ومحمد خميستي، وعدّة بن عودة، وشارع معواد أحمد، ومعسكر، وكذا نهج تلمسان، وغيرها، وهناك صادفنا عددا من المُتسوّلين من الجنسين ومن جميع الأعمار والفئات، من بينهم أيضا العديد من الأفارقة « مُتعددي الجنسيات». وما لاحظناه أن بعض المتسولين يقصدون السكان والمارة وأصحاب المركبات، و« يُجبرونهم» على « الدفع « بطريقة غير مباشرة، و منحهم 10 أو 20 دينارا و أحيانا أكثر من ذلك، عن طريق تنظيف زجاج المركبات، أو غيرها من التصرفات التي وإن تقبّلها البعض على مضض، فإن غالبية سكان وهران عبّروا عن سُخطهم واستنكارهم لهذه الظاهرة، خاصّة وأنها انتشرت في كل مكان، بداية من مداخل ومخارج العمارات، إلى المحلات والمساحات التجارية الكبرى، وحتى إشارات المرور الضوئية، الشوارع الرئيسية والطرق العمومية والأرصفة، والحدائق العامة، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المعنية والسلطات لوضع حدّ نهائي لهذا السلوك الذي فرض نفسه في عاصمة الغرب الجزائري، وساهم في تشويه صورتها البهية في أذهان الزوار والوافدين، وحتى سكانها، حيث أكد لنا في هذا السياق، أحد قاطني شارع محمد خميستي في وسط المدينة، وصاحب مقهى، في تعليقه على الظاهرة، أنها استفحلت خلال السنوات الأخيرة، وأن السكان وحتى الزبائن باتوا مُستائين من انتشارها بقوة، مضيفا أنهم يساهمون بهذه التصرفات غير الأخلاقية في خلط الحابل بالنابل، كون المتبرع لم يعد يعرف الفرق بين المحتاج الحقيقي والمزيف، أما السيدة « ع. عائشة « فأكدت لنا أنه يتعيّن على الجهات المسؤولة إيجاد حلّ عاجل لهذه المشكلة، والحدّ من الظاهرة نهائيا، خاصة وأنها تتضاعف بشكل مُقلق، وهو ما يُسيء بشكل مباشر إلى صورة مدينة وهران المُقبلة على احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط بعد أشهر قليلة فقط، ومن الضروري التخلص من هذه السلوكيات المنبوذة التي تعاكس المجهودات المبذولة لتحسين الوجه الحضاري والسياحي لعاصمة الغرب وهران.