ثمنت الأطقم الطبية المكلفة بعلاج فيروس «كورونا» بمختلف المؤسسات الاستشفائية المتواجدة بتراب الولاية، أمس قرار اللجنة الوطنية العلمية المكلفة بمتابعة ورصد وباء «كورونا» تمديد تعليق الدراسة لمدة 7 أيام إضافية بالأطوار التربوية الثلاثة. وأكد العديد من الأطباء الذين تواصلنا معهم أمس، على غرار البروفيسور موفق نجاة المختصة في علم الأوبئة والفيروسات والبروفيسور للو صالح، عضو لجنة متابعة العدوى بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو، أن هذا القرار الهدف منه الحفاظ على الصحة العمومية وحماية عمال القطاع التربوي من العدوى، خصوصا بعد تسجيل العديد من الإصابات بالفيروس التاجي وسط المتمدرسين والأساتذة ومستخدمي القطاع، وفي ذات السياق أوضحت البروفيسور موفق نجاة، أن قرار اللجنة الوطنية العلمية القاضي بتمديد تعليق الدراسة لمدة 7 أيام إضافية للأطوار الثلاثة (الابتدائي والمتوسط والثانوي) إجراء سليم وحكيم، لاسيما في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «أوميكرون» السريع الانتشار، وبالتالي فإنه لو تم إقرار عودة الدراسة، كان من الممكن تزايد عدد الإصابات بالعدوى، وبالتالي حدوث وفيات وهو الأمر الذي تم تفاديه من البداية، خصوصا وأن تمديد القرار بأسبوع سيتزامن تقريبا مع بداية تراجع الإصابات وتلاشي الفيروس وتجاوز مرحلة الذروة، وأكدت البروفيسور موفق نجاة أنه على الأولياء عدم ترك أطفالهم يخرجون إلى الشارع، وبالتالي فلا معنى لقرار تعليق الدراسة وترك الأطفال يلعبون في الشوارع، فضلا عن عدم اصطحابهم إلى الأماكن المكتظة والمزدحمة، باعتبارها إحدى مصادر تفشي الوباء، داعية في ذات الصدد الأشخاص، الذين ثبت إصابتهم بالفيروس التاجي، البقاء في البيوت والقيام بالحجر المنزلي، والتقيد بالقواعد الصحية كارتداء الكمامات واستعمال المعقمات، حفاظا على صحة أفراد أسرهم وعائلاتهم، لأن عدم التزام المصابين بفيروس «أوميكرون» بالإجراءات الصحية، سيصيبون أشخاصا آخرين بالوباء، وبالتالي البقاء في حلقة مفرغة، لاسيما وأننا اليوم نعيش فترة الذروة، وارتفاع منحى الإصابات بالفيروس، ولم يبق الكثير لتجاوز الذروة، التي حددها العديد من المتخصصين وعلماء الفيروسات والأوبئة، مع العشر الأيام الأولى لفبراير، أما عن البروفيسور للو صالح، فأشار إلى أن قرار تمديد تعليق الدراسة لأسبوع إضافي، كان متوقعا لاسيما وأن الوضعية الوبائية بوهران، لا تبشر بالخير وتشهد يوما بعد يوم تأزما كبيرا، بسبب ارتفاع عدد الإصابات خاصة لدى الأطفال، مجددا دعوته سكان الولاية بتوخي الحيطة والحذر لاسيما وأن العدوى خطيرة وقاتلة، في حين أكد الدكتور بلعروسي مدير المؤسسة الاستشفائية «النجمة» (شطيبو) سابقا، أن أسرة هذا المرفق الصحي أضحت اليوم متعبة، وغير قادرة على تحمل العديد الكبير من المرضى، في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس التاجي، واصفا الوضع الوبائي بالخطير جدا، لاسيما وأن جميع الحالات الوافدة على المستشفى معقدة وكثير منها غير ملقحة، موضحا أن قرار تمديد تعليق الدراسة يهدف إلى حصر رقعة الوباء، والحيلولة دون انتشاره، لاسيما وأن الفيروس المتحور الجديد «أوميكرون» من خصائصه سرعة الانتشار، بخلاف فيروس «دالتا»، أما المديرية الولائية للصحة، فأوضحت على لسان الدكتور يوسف بوخاري، أن قرار تمديد تعليق الدراسة كان منتظرا بعد ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس وسط الأسرة التربوية، إذ سجلت مصالح مديرية التربية، إصابة 9 أطفال بفيروس «كورونا» يوميا، وحسبه فإن تعليق الدراسة ليس عطلة وإنما إجراء وقائي للمتمدرسين، حماية لهم ولأساتذتهم ومستخدمي القطاع، مبرزا أن الوباء لا يزال يحصد المزيد من الأرواح، ولا يجب الاستهانة والاستخفاف بخطورته، خصوصا وأن المتحور الجديد سريع الانتشار ويصيب جميع الفئات العمرية.