تعيش مختلف الأندية الجزائرية المشاركة هذا الموسم في كأس رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم وكأس الاتحاد الإفريقي متاعب حقيقية بسبب عدم تأهيل ملاعبها المعتادة من طرف "الكاف" وإرغامها على استقبال ضيوفها الأجانب بملاعب أخرى، وذلك بسبب عدم موافقة ملاعبها للمعايير الدولية التي تتطور باستمرار وتشترط أشياء جديدة لا تتوفر بها. آخر ملعب كانت قد رفضت تأهيله "الكاف" هو ملعب "8 ماي 1945" بسطيف الذي يستقبل فيه الوفاق المحلي منافسيه، حيث كان النادي الجزائري قد أعلن قبل نحو أسبوع أن الاتحاد الإفريقي رفض تأهيل ملعب 8 ماي لاحتضان مباريات دور المجموعات لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا بسبب عدم مطابقته للمعايير المعمول بها، وقال نفس البيان أن الوفاق سيكون مجبرا على البحث عن ملعب آخر لاستقبال ضيوفه. وفي هذا السياق، تشير كل الاحتمالات أن وفاق سطيف سيستضيف منافسيه على ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة، في حين لن تجرى أي مباراة على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة حفاظا على أرضيته التي سيجري عليها المنتخب الوطني نهاية مارس المقبل مباراة العودة أمام الكاميرون في إطار الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022. وحسب بعض المصادر، فإن لجنة معاينة الملاعب التابعة ل«الكاف" كانت قد رفعت عدة تحفظات في وقت سابق لكن لا شيء تغير. وتضيف نفس المصادر أن الأمر يتعلق بضرورة ترقيم مدرجات الملعب بالكامل وتخصيص مكان لتقنية "الفار" إلى جانب نوعية أرضية الميدان. وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد صدم الأندية الجزائرية المشاركة في منافستي كأس "الكاف" ورابطة الأبطال مطلع الموسم الجاري، عندما أعلن عن عدم تأهيل ملاعب الأندية المعنية بالمنافستين بداية من دور المجموعات والأدوار المتقدمة، حيث وضعت الهيئة القارية قائمة الملاعب المؤهلة لاحتضان المباريات في الأدوار المتقدمة، وجاء فيها ملعبي 5 جويلية بالعاصمة ومصطفى تشاكر، مع عدم تأهيل ملاعب عمر حمادي (العاصمة) 8 ماي 45 (سطيف) و1 نوفمبر (تيزي وزو). وعلى غرار وفاق سطيف وشباب بلوزداد الذي لن يكون بإمكانه الاستقبال بملعب عمر حمادي، انضمت شبيبة الساورة إلى قائمة الفرق التي لن تتمكن من استقبال ضيوفها بملعبها المعتاد، وهو ملعب 20 أوت ببشار، حيث ستستقبل ضيوفها في منافسة كأس "الكاف" بوهران وتحديدا بالملعب الجديد الذي يشكل جزءا من المركب الأولمبي والذي سيحتضن جانبا مهما من ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة الصائفة المقبلة بعاصمة الغرب. أما الممثل الجزائري الآخر بكأس "الكاف" شبيبة القبائل، فتبدو وضعيتها أحسن بما أنها لن تضطر لتغيير ملعبها، حيث ستستقبل نادي روايال ليوبارد الإيسواتيني بملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو لحساب الدور التمهيدي الثاني "مكرر" يوم 6 فيفري الجاري، في مباراة كانت مقررة يوم الخميس الفارط، لكنها أجلت من طرف الاتحاد الافريقي بسبب عدم تمكن منافس "الكناري" من إيجاد رحلة إلى الجزائر في الوقت المحدد. وبصفة عامة، أصبح من الواضح أن الملاعب الجزائرية القديمة باتت بحاجة إلى عمليات تهيئة وتجديد واسعة لمواكبة المعايير الدولية التي لا تتوقف عن التطور من موسم إلى آخر، وهذا حفاظا على سمعة الكرة الجزائرية من جهة ومن جهة أخرى حفاظا على مصالح وحظوظ الأندية الجزائرية في الذهاب بعيدا في المنافسات القارية، في انتظار تجهيز مختلف الملاعب الكبيرة التي هي في طور الإنجاز على غرار ملعب وهران الأولمبي الذي صار جاهزا وملعب براقي الذي تتقدم به الأشغال شأنه شأن ملعب الدويرة وملعب تيزي وزو الجديد.