أشرف أمس رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد عبد الرحمان حمزاوي من ساحة بور سعيدبوهران، على إطلاق الحملة الوطنية لمجابهة جائحة كورونا التي ستشمل كل ولايات الوطن، وذلك بحضور ممثلة المرصد على مستوى ولاية وهران الدكتورة عيساني ياقوت، وكذا والي وهران والسلطات المحلية والمديريات التنفيذية، وعدد هام من فعاليات المجتمع المدني. وعلى رأسها الهلال الأحمر الجزائري وجمعية العلماء المسلمين، الكشافة الإسلامية، جمعية كافل اليتيم، المكتب الولائي للأكاديمية الجزائرية للمواطنة، رابطة الجمعيات الفاعلة، تنسيقية المواطنة، رابطة جمعيات المواطنة، لجنة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وغيرها من فعاليات المجتمع المدني من نقابات، وجمعيات ومنظمات ولجان أحياء التي قدمت الدعم المادي والمعنوي للحملة من عمليات تحسيس للمواطنين وتوزيع الكمامات والكحول المطهر، بالإضافة إلى عمليات التعقيم للمدارس والإدارات، فيما قدمت مصالح ولاية وهران الدعم اللوجيستيكي من خلال مختلف مديرياتها كالصحة وإصلاح المستشفيات، الشبيبة والرياضة، النشاط الاجتماعي وغيرها. الحملة الوطنية كانت فيها عدة عمليات منها التبرع بالدم، توزيع الأقنعة الواقية على المواطنين، وتحسيسهم بضرورة التلقيح ضد الفيروس، مع مواصلة عملية التعقيم خاصة في المؤسسات التربوية والتكوينية، والتوعية بالإلتزام بكل التدابير الوقائية، والمساعدة على عملية الكشف بالتحاليل عن الفيروس، بالإضافة إلى الإستعانة بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للتوعية، وكذا مصالح الحماية المدنية التي جابت شوارع المدينة لتحسيس المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر والإقبال على التبرع بالدم لإنقاذ أرواح بريئة، والكشف عن الفيروس بتحاليل الجينية التي وفرها شركاء المرصد في هذه الحملة، والتلقيح ضد الوباء. أكثر من 20 قافلة تتجه نحو بلديات وهران للتحسيس ضد الجائحة وفي هذا الإطار أكدت لنا الدكتورة عيساني ياقوت بأن العملية انطلقت من ساحة "بور سعيد" بواجهة البحر واتجهت القوافل نحو باقي بلديات الولاية 26، علما أنه تم تنصيب حوالي 35 خيمة على مستوى ساحة بور سعيد، التي شهدت إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين، الذين استجابوا للنداءات المتكررة للكشف عن الفيروس وأيضا التلقيح ضده، حيث تم تخصيص أربعة (4) أجنحة للتبرع بالدم، التي تم بها توفير كل الوسائل الصحية لحماية المتبرعين من أي عدوى، وخصصت أجنحة أخرى للتلقيح ضد الوباء، بتوفير ثلاثة أنواع من اللقاحات وهي سينوفاك، أسترازينيكا، وجونسون، علما أن اللقاحات كانت متوفرة بكثرة من أجل تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين الراغبين في ذلك. وفي جانب آخر تكفلت جمعية العلماء المسلمين إلى جانب مديرية الصحة بالكشف المجاني عن الفيروس، حيث تم توفير في هذا الإطار 400 كاشف تحاليل "بي سي آر"، تخص الجمعية لوحدها والباقي تكفلت به مديرية الصحة، خاصة وأن الكثير من المواطنين تعذر عليهم القيام به خارج هذه الحملة الوطنية بسبب تكاليفه الباهظة. كما تم أيضا توزيع عدد من الكمامات مجانا على المواطنين، والكحول المعقم التي تم تسليمها إلى كل الزوار وأيضا للمارة والسائقين، فيما تم برمجة زيارات للمؤسسات العمومية والإدارات وللمدارس للتعقيم والتحسيس، وكان النموذج من إحدى مدارس واجهة البحر. وشملت عملية التحسيس ضد الوباء توزيع مطويات، ودعوة المواطنين من سائقي المركبات والمارة إلى الإلتزام بالبروتوكول الصحي والتباعد الجسدي واستعمال المطهرات والكحول، وضرورة الكشف عن الفيروس والإقبال على التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية، في عملية سهرت عليها أكثر من عشرين (20) قافلة تنقلت عبر 26 بلدية للقيام بعمليات التحسيس انطلاقا من ساحة بور سعيد. مواصلة التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية وحسب الدكتورة عيساني فإن الحملة لقت إقبالا كبيرا، وشاركت فيها تقريبا كل الجمعيات المحلية على مستوى ولاية وهران، التي ساهمت بالعتاد البشري والمادي في العملية، التي قال عنها رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد عبد الرحمان حمزاوي بأنها مبادرة جاءت في هذا الوقت، من أجل جمع وتوحيد جهود فعاليات المجتمع المدني على المستوى الوطني، وفي إطار تحسيس المواطنين بخطر هذا الوباء الذي حصد أرواحا كثيرة، وضرورة تكثيف الجهود من أجل التقليل من الإصابة بهذا الوباء، مؤكدا أن أهم شيء يتم التركيز عليه في الوقت الحالي هو تحسيس المواطنين بضرورة الاستمرار في عملية التلقيح، الذي هو الحل الأنجع للقضاء على الجائحة، وتحقيق المناعة الجماعية، مضيفا أن واختيار مدينة وهران لم يكن عفويا، ولكن جاء ذلك لأن هذه المدينة بالذات ستكون عروس المتوسط وستحتضن حدثا رياضيا دوليا هاما في الفترة المقبلة، وبالتالي يريد المرصد الوطني للمجتمع المدني أن يكون لديهم مجتمعا مدنيا فاعلا يساهم في تهيئة الظروف والبيئة المناسبة لإحتضان هذه الألعاب في أحسن الظروف، مردفا أن إنطلاق الحملة الوطنية لمجابهة كوفيد 19 من ولاية وهران، يعتبر فرصة مهمة للوقوف على التنسيق مع السلطات وكل الهيئات التي تعمل على تأطير هذه الألعاب والجمعيات المحلية، حتى يمكنها التنسيق مع المجتمع المدني، ولتنظيم متطوعين من الحركة الجمعوية الذين سيكونون حاضرين ومساهمين في إنجاح هذه الألعاب، مؤكدا بأن هذه الحملة مستمرة في ظل هذه الظروف ومع المستجدات التي يعرفها هذا الوباء ومتحوراته الجديدة، ولهذا فسيكون المجتمع المدني وكل الحركة الجمعوية عبر ربوع الوطن حاضرة لدعم جهود الدولة وكل القطاعات على المستوى الوطني والمحلي لمجابهة هذه الأزمة الصحية، خاصة كما قال فإن المجتمع المدني لديه تواجد ومصداقية في جمع المواطنين حول أي بادرة وطنية لقربه منهم، وبالتالي فسيكون له دور أساسي في هذه الحملة، التي سيعمل المرصد الوطني للمجتمع المدني على تأطيرها وطنيا، وعلى التنسيق مع مختلف الجهات لإنجاح هذه الحملة حتى تكون فاعلة. في جانب آخر ثمّنت فعاليات المجتمع المدني المبادرة التي خص بها المرصد الوطني للمجتمع المدني ولاية وهران، مؤكدين أنهم على أتم الإستعداد لمواصلة عملهم الذي بدؤوه منذ بداية الجائحة، والعمل على تحسيس المواطنين بضرورة التوجه نحو المراكز والمستشفيات من أجل أخذ جرعاتهم من اللقاح، خاصة وأن الدولة وفرت كل الأنواع من سينوفاك وأسترازينيكا وجونسون، وما عليهم سوى إختيار النوع الذي يناسبهم، كما وفرت لهم مديرية الصحة وجمعية العلماء المسلمين تحاليل للكشف عن الفيروس بالمجان، وهذا كما قال محدثونا هو من أجل تجاوز الأزمة الصحية وحماية الأرواح، خاصة وأن الوباء فتك بالعديد من العائلات التي راحت ضحيته.