حتى ولو لم تكن مدينة وهران مقبلة، بعد 4 أشهر على احتضان حدث رياضي دولي هام يتمثل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فإنه من حق أهلها وقاطنتها وضيوفها أن يتمتعوا بمحيط نظيف، وبيئة نقية وأن لا يتأذوا بمشاهد قذرة وروائح نتنة تنبعث من كثبان المزابل وتلال القاذورات. مدينة وهران اليوم من أوسخ المدن، كلاب وقطط وجرذان تقاسم بني آدم الفضاءات العمومية وتزاحمهم على الأرصفة والشوارع الرئيسية، وحشرات من كل الأنواع تقض مضاجعهم وتؤرق نومهم وتهدد صحتهم، هل هذه هي الباهية عاصمة الغرب الجزائري التي ستكون عروس المتوسط بعد بضعة أسابيع؟!.. هل يعقل أنها ستزف بفستان ملطخ بالأوساخ وممزق من كل جانب!... لن نغرق في متاهات "من المسؤول؟"، فالكل مسؤول ابتداء بمن هو على رأس الولاية إلى الأم التي حمَّلت طفلها الصغير كيس فضلات أكبر من حجمه وأثقل من وزنه، وأمرته بأن يرميه في وقت غير مخصص للرمي، فما كان منه إلا أن تخلص من هذا الحمل الثقيل على بعد أمتار من عتبة منزله العائلي. وهران تبكي حالها وترثي جمالها وتنعي بهاءها المقبور تحت ركام المزابل، وتفتقد عطرها المتلاشي وعبقها المحبوس في سجل حنين سكانها، غمر الحزن شارع "العربي بن مهيدي" وغرق شقيقه شارع "محمد خميستي" في اكتئاب شديد، ونظرت إلى ساحة أول نوفمبر وإلى مقر البلدية نظرة استعطاف واستجداء لعل وعسى..، وأعطت "واجهة البحر" ظهرها للأزقة والأحياء حتى لا تفجع بالمناظر المقززة، ودفنت رأسها في زرقة الأفق في انتظار الإعلان عن بداية العرس المتوسطي...!!