ومن لا يعرف الشاعرة ربيعة جلطي ..الأكاديمية والروائية التي عرفتها محركات البحث العالمية ..لتنثر عطرها في كل مكان ..كنت على صلة بها منذ كتبت حلقتي في ..هؤلاء هم في القلب ..تلون المشهد الأدبي والإبداعي ما يناسب مستوى لها يؤسس لكاريزما امرأة من واعية وجميلة ومذهلة.. رافقتنا حكايتها الإبداعية من زمان.. نعيش حراكها الجميل ..حينما استوت تلازمنا بروحانية من عطاءات ..هي تجربة كبيرة لنا في حراك الإضافات.. تغوص في لغة بوح هي عين صناعتها الإبداعية التي عايشتها شخصيا ..حينما تواجدت يوما في البويرة ..بدعوة من النادي الأدبي التابع آنذاك لدار الثقافة الشهيد علي زعموم ..كانت كفراشة تنثر عطرها في أروقة المكان ..تحيلنا على أبجديات من تفاصيلها الواعدة .. وتكرر مشهد اللقاء في سيدي عيسى ..حينما دشن المركز الثقافي الذي يحمل اسم شهيدة الكلمة الإعلامية الراحلة خديجة دحماني ..الدكتورة ربيعة جلطي بايعت الشهيدة في تلك البناية الجميلة المتناسقة معمارا لمرفق معماري جميل كان بمثابة التكريم لها ..ربيعة جلطي الإنسانة الرائعة والطيبة قالت كلمة في الشهيدة خديجة دحماني ..بل قل بايعتها هناك في سيدي عيسى ..حينما عاشت فواصلا من حكاية كبيرة اغتالتها أيادي الغدر في تاريخ معلوم ..تاريخ هو : 1995/12/05 يرصده التاريخ والجغرافيا ..ربيعة جلطي قالت كلمات رائعة لا زالت تتصدر المشهد الإعلامي المحترف حينما بايعت خديجة دحماني هناك .. قالت ربيعة جلطي كلاما مؤثرا : « وأنا أدخل مدينة سيدي عيسى أيها السادة، كنت أرى ظل الشهيدة خديجة دحماني في اخضرار الأشجار، وخطوات الشبان على الأرصفة وفي شلالات الضوء الذي يسيل فوق سطوح المنازل، كنت أراها في جوهر الحياة لأنها ببساطة لم تمت ميتة العادة بل تسامت في العلو السامق مع الشهيدات والشهداء.. وجئت أحضر حفل الوفاء مع الوفيات والأوفياء لروح الشهيدة في الذكرى العشرين لاستشهادها، وليس غريبا أن تستيقظ في وجداننا في مثل هذه اللحظات، كل الوجوه العزيزة للصحفيين والصحفيات الذين استشهدوا وهم يحملون أقلامهم، وكلمتهم النظيفة، وقلوبهم، وضمائرهم النيرة، وعشقهم للجزائر. ولأنه الثامن من مارس، ولأنها غرة الربيع، فلا ربيع دون تذكر شهيدات الحرية وحفيداتهن الوفيات لرسالة الحرية: خديجة دحماني ورشيدة وحورية حمادي، رجاء بولعواد، زبيدة، نعيمة، ليلى وأخريات..أسماء ستظل كبيرة في الذاكرة، منقوشة أسماؤهن على لوح المقاومة ضد الإرهاب وضد أعداء الحرية والسلام. نذكرهن كلما تعرضت الحرية للاعتداء أو تعرضت مهنة الصحافة للمساومة.. وأخريات كثيرات في التربية، وفي الفن، وفي الأدب، وفي البحث، وفي التسيير، تمت تصفيتهن لا لشيء إلا لأنهن كن جدارا ضد الخراب وضد عمى اللاتسامح. لا لشيء إلا لأنهن كن يحملن صورة لجزائر المستقبل، جزائر التقدم والمعاصرة والعدالة والتعدد والديمقراطية..." .. كنت لحظتها أعيش فواصل هذا الكلام لواحدة أعرفها عن قرب في المشهد الإعلامي والأدبي والأكاديمي وعقلي في الراحلة الإعلامية خديجة دحماني التي كانت زميلة لي في مؤسسة الشروق العربي حينما كنت أشتغل أمين تحرير للشروق الثقافي ..كانت خديجة دحماني واحدة من خيرة الإعلاميات اللائي رسمن في صفحات الشروق العربي وهجا رائعا من الإضافات وشحه تبويب واعد في ثنايا زوايا الجريدة ..حينما ارتسم قصاصات واعدة تحيلنا على فرح الكلمات الرصينة والجادة والمحترفة .. خديجة دحماني أيقونة إعلامية عاشت وهجا إعلاميا رائدا لونت نهجه الدكتورة ربيعة جلطي التي عرفت كيف تبايع خديجة دحماني في جو حالم أعاد إليها الروح من جديد حينما سكنت قلوبنا وعشنا معناها تماما كما بايعتها الكبيرة ربيعة جلطي ..