وصل وفد حكومي ليبي الاثنين إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط للمطالبة رسميا بتسليم عبد الله السنوسي رئيس المخابرات السابق في عهد معمر القذافي. كما تطالب جهات أخرى بالسنوسي منها المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكذلك فرنسا التي تتهمه بالمسؤولية عن تفجير طائرة مدنية فرنسية فوق النيجر عام 1989 ما أدى لمصرع 54 فرنسيا. وصرح النائب الاول لرئيس الوزراء الليبي مصطفى ابو شاقور الاثنين في نواكشوط ان حكومته حريصة على استعادة عبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات السابق في نظام معمر القذافي الذي اعتقل في العاصمة الموريتانية. وقال شاقور للصحافيين لدى وصوله الى نواكشوط ليطلب من السلطات الموريتانية تسليم السنوسي نحن حريصون على استعادة السنوسي لان هذا الرجل ارتكب جرائم بحق الليبيين والشعب الليبي وينبغي ان يحاسب عليها في ليبيا امام القضاء الليبي. واضاف نحن في موريتانيا بين اشقائنا. بدون شك هناك ترابط مصالح بين الموريتانيين والليبيين ونحن حريصون على احترامها. واضافة الى الطلب الليبي بتسليم السنوسي الذي اوقف ليل الجمعة السبت في مطار نواكشوط لدى وصوله من الدار البيضاء (المغرب) على متن رحلة عادية، تطالب فرنسا بتسليمه وكذلك المحكمة الجنائية الدولية. وقد ارسلت المحكمة الجنائية الدولية الى السلطات الموريتانية خلال عطلة نهاية الاسبوع مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية اصدرها القضاة في 27 جوان 2011 وكذلك طلبا للتعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف. كما ان فرنسا تطالب بالسنوسي، وقد اصدرت مذكرة توقيف دولية عقب ادانته غيابيا بالسجن المؤبد في قضية الاعتداء على رحلة يوتا 772 في 19 سبتمبر 1989 ما ادى الى مقتل 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا. وكانت منظمة الانتربول اعلنت الاحد انها اصدرت مذكرة اعتقال بحق العقيد الليبي عبد الله السنوسي بناء على طلب من طرابلس. ولا يزال السنوسي موقوفا في نواكشوط لدى الشرطة الموريتانية التي تجري تحقيقها الخاص الذي ستشارك فيه الانتربول قبل ان تبحث في طلبات التسليم. ولا ترتبط ليبيا باتفاق ثنائي مع موريتانيا لكن بامكانها التحرك بناء على اتفاقية مساعدة قضائية تربط الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية وابرمت في الرياض سنة 1983 واقرتها نواكشوط في 1985 وطرابلس في 1988. وفي ما يتعلق بتنفيذ هذه الاتفاقية التي تربط الدول العربية، اكد ابو شاقور انه سيتم البحث في كافة السبل. وكان السنوسي (62 عاما) عديل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، من اركان نظامه ومقربا جدا منه. وترأس لفترة طويلة جهاز الاستخبارات العسكرية في ليبيا الذي تعتبره المحكمة الجنائية الدولية من اجهزة القمع الاكثر نفوذا وفعالية في نظام القذافي.