ناشد البرلمانيون في مالي المؤسسات الإقليمية والدولية الضغط لإعادة العمل بالدستور بالبلاد، بعد الانقلاب العسكري الذي وقع يوم 22 مارس الحالي وأطاح بالرئيس أمادو توماني توريه الذي قالت فرنسا إنها أجرت اتصالا مطمئنا به، في وقت تتواصل الضغوط الدولية على الانقلابين لإعادة الشرعية. ومنع العسكر أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) من دخول المقر بالعاصمة باماكو الثلاثاء، وقال أحد الجنود للنواب أمام مقر البرلمان تلقينا أوامر بعدم السماح لكم بالدخول. وعلى الرغم من ذلك عقد عشرات النواب جلسة استثنائية بمقر اتحاد التجارة انتقدوا فيها منعهم من دخول البرلمان. وأوضح النائب محمد كولابالي طالبنا المؤسسات الإقليمية والدولية بمساعدتنا للعودة إلى النظام الدستوري. واستأنفت الإدارات والقطاع الخاص الثلاثاء العمل في باماكو بعد شبه الشلل الذي أعقب الانقلاب، وعاد الوضع إلى طبيعته بالعاصمة المالية حيث فتحت الإدارات والمحلات التجارية أبوابها بعد نداء وجهته المجموعة العسكرية لاستئناف العمل. وأعلن المجلس العسكري في بيان بثه التلفزيون إعادة فتح المجال الجوي فقط أمام حركة النقل المدني ابتداء من الثامنة صباح الاثنين وحتى الواحدة فجر الثلاثاء، وإدخال المواد الغذائية الأساسية والوقود عبر الحدود البرية. وحث قائد الانقلابيين الكابتن أمادو سانوغو السياسيين مساء الاثنين على: سرعة الانضمام إلينا لرسم الطريق الأقصر لعودة النظام الدستوري وأضاف خلال الساعات المقبلة سوف تبدأ اللجنة الوطنية من أجل الإصلاح والديمقراطية مشاورات رسمية مع المجتمع المدني وقادة المجتمع من أجل تحديد المسار الأمثل لبلدنا. وجاءت تلك الاستمالة بعد تظاهر حوالي ألف شخص في باماكو في احتجاج هو الأول من نوعه -بعد الانقلاب- أمام مبنى بورصة الشغل، ورددوا هتافات تنادي بسقوط الانقلابيين، وتطالب باستعادة الشرعية والديمقراطية. كما طالب المتظاهرون، الانقلابين، بإخلاء مقر التلفزيون والإذاعة بالعاصمة والذي كان من بين أولى المنشآت الإستراتيجية التي سيطر عليها الجنود المتمردون. وجرت المظاهرة في باماكو بدعوة من الجبهة الوطنية لإنقاذ الديمقراطية والجمهورية التي تم تأسيسها الأحد وتضم أحزابا وجمعيات. قمة إقليمية في ساحل العاج للضغط على الانقلابيين (الفرنسية) ضغوط وبينما يلف الغموض منذ خمسة أيام مصير الرئيس، أعلنت الخارجية الفرنسية أن سفيرها في باماكو كريستيان رويي تمكن من التحدث هاتفيا مع الرئيس أمادو توماني توريه واطمأن على وضعه إلا أن الوزارة رفضت الإدلاء بأي تفاصيل عن مكان وجوده. وكان الرئيس السنغالي المنتهية ولايته عبد الله واد قد أجرى الاثنين محادثات مع زعيم الانقلابيين في مالي وطلب منه ضمانات حيال الرئيس الذي أطاح به الانقلاب. وفي إطار ردود الفعل المنددة بالانقلاب، أعلنت بلجيكا الثلاثاء تجميد 8.5 ملايين يورو من المساعدات المخصصة لمالي، بعد خطوات مماثلة قامت بها المفوضية الأوروبية وإسبانيا وكندا والولايات المتحدة التي رأت أن الوضع غير مقبول. وفي أبيدجان، استهل رئيس ساحل العاج الحسن وتارا القمة الاستثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا -الخاصة ببحث الوضع في مالي- بالتأكيد على ضرورة اتخاذ قرارات مهمة وموقف مشترك واضح من الأزمة السياسية والعسكرية التي تهز مالي. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الاثنين الانقلاب وأعرب في بيان له عن بالغ قلقه لحالة انعدام الأمن والتدهور السريع للوضع الإنساني في منطقة الساحل كما طالب بإعادة العمل بالمؤسسات الدستورية وإجراء الانتخابات كما كان مقررا. يُذكر أن الانقلابيين استولوا على السلطة في باماكو الخميس الماضي بعد معارك استمرت ساعات، وقاموا بحل المؤسسات وأعلنوا حظر التجول. وبرروا الانقلاب بعدم قيام الحكومة بإنهاء تمرد الطوارق والجماعات الإسلامية في شمالي البلاد.