القليل من الجزائريين من لا يعرف أن الرئيس الراحل أحمد بن بلة كان رياضيا قبل أن يتحول إلى مناضلا مكافحا وسياسيا ماهرا، فقد سبق له وأن بدأ ممارسة الكرة في ريعان شبابه موفقا بين دراساته ونشاطه الرياضي الذي باشره في الإتحاد الرياضي المغناوي في غابر السنوات، غير أنه لم يمكث طويلا في الميادين الترابية المتواجدة آنذاك في مختلف بقاع المنطقة، وحسب شهود عاشروه وهو رياضي، فقد أكدوا أنه كان يتميز ببعض الإمكانات الفنية إلا أنه فضل بعدها التنقل إلى فرنسا وهناك قيل أنه تدرب مع فريق مارسيليا لبضع من الزمن قبل أن يتفرغ للكفاح والنضال من أجل تحرير البلاد من كيد الإستدمار، وقد أشار المرحوم في الكثير من تصريحاته أنه يتشرف أن يكون أحد قدماء لاعبي إتحاد مغنية في الحقبة الإستعمارية مما يؤكد على أن هذاالفريق يعد من أعرق الفرق على المستوى الوطني، وأنه يتشرف هو أيضا أن يكون رئيسا للجزائر قد مرّ على تشكيلته، ويعتبر ربما الرئيس السابق أحمد بن بلة الرئيس الوحيد في العالم الذي كان لاعبا في كرة القدم مما جعله يجمع بين الرياضة والكفاح ثم السياسة. شغفه الكبير للرياضة، جعله وهو رئيس للبلاد أن يتنقل إلى وهران في 19 جوان 1965 لمتابعة أطوار مباراة المنتخب الوطني ضد البرازيل تحت قيادة أسطورة الكرة بيلي، الذي أراد بن بلة أن يتابعه عن قرب وهو الذي سحر العالم بفنياته الكروية وكانت الفرصة للرئيس الراحل أحمد بن بلة وأن شاهد بأم عينيه ماذا فعل المدافع المرحوم فهدفي ميلود بمهاجمي البرازيل حتى أن بيلي إندهش من الإمكانات المعتبرة التي أبان عنها إبن وهران والتي وقف عليها رئيس الجمهورية آنذاك ولأنه كان عنصرا في تشكيلة مغنية فقد أقدمت السلطات المحلية بالمساهمة مع إدارة »ليارام« على تنظيم مباراة إعتزالية (جوبيلي) اللاعب السابق أحمد بن بلة في ماي 2005 في صورة عرس كروي طويل الأمد عاشته المدينة بحضور وجوه رياضية بارزة في الساحة، يتقدمهم صاحب الكرة الذهبية لعام 1981 لخضر بلومي وبعض الشخصيات المعروفة في الحقل السياسي، وقد كان بن بلة عريس هذا العرس بأتم معنى الكلمة، رغم أنه لم يستطع مداعبة الكرة لكبر سنه وحينها تلقى السيد الرئيس العديد من الهدايا التكريمية من قبل الحاضرين منها قميص مهدى إليه من طرف جمعية الصحافة الرياضية الوهرانية شاكرا الجميع على هذه المبادرة التي أعاد من خلالها ذكرياته مع كرة القدم في السنوات الغابرة.