دعا الأستاذ بجامعة الجزائر والباحث عز الدين بويحياوي إلى ضرورة التنقيب في المواقع الأثرية الحساسة والهامة بالعودة إلى البحث في كل العواصم السابقة للمغرب الأوسط من بينها "تاهرت" ماتعرف حاليا بمدينة تيارت التي تعطينا أسبقية تاريخية مشددا على أهمية توفير الإمكانيات للشباب للقيام بعملية التنقيب للخروج بالمواقع الأثرية إلى الوجود. وأضاف الدكتور عزالدين بويحياوي في مداخلته حول "تاهرت تاقدمت ،إشكاليات مدينة تاريخية " خلال ندوة تاريخية نظمت في إطار اختتام فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بمتحف تلمسان للفن والتاريخ أن هناك محاولات للتنقيب ولكنها ليست كافية بالنظر إلى المواقع المهمة الموجودة بالجزائر والتي لا زالت في باطن الأرض وهي تمثل –حسبه- سجل تاريخي هام وحان الوقت لإعطاء تراثنا الأهمية التي يستحقها . وركز الدكتور بويحياوي في تدخله على الحديث عن "تاهرت" التي تعد أول عاصمة للمغرب الأوسط قبل كل من فاس والقيروان حيث قال "إن هذه المدينة تتمتع بخصوصيات حضارية وتطور تاريخي وعمران متميز على اعتبارها كانت عاصمة الدولة الجزائرية الحديثة في عهد الأمير عبد القادر وبالتالي ارتقت مرتين إلى صف المدن والعواصم . وأكد الباحث في هذا الجانب على أن تقديمه لتاهرت التي تعرف حديثا بمدينة تيارت يهدف إلى التأكيد للاسبان على أسبقيتنا في العمران ولذلك يجب دعم الجيل الجديد الذي بإمكانه القيام بالتنقيب في هذا الموقع الذي يعتبر من أهم المواقع في الجزائر لما يحويه من فن الزخرغة والعمران والمسكوكات . وأضاف بويحياوي في ذات السياق أن النقود التي كان يتعامل بها الأمير عبد القادر خاصة في الفترة الرستمية لا نزال نجهلها معتبرا أن معرفة ذلك يعد من بين الأولويات للجزائر ولكننا نتجاهلها حاليا. وذكر ذات المتحدث أنه من بين المواقع التي تحتاج إلى تنقيب قلعة بني حماد التي بالرغم من أنها مصنفة عالميا إلا انه يجب الكشف عن صفحاتها الباطنية بالإضافة إلى وجود مواقع لا تقل أهمية مثل تلمسان مبرزا أن ما تم التنقيب عليه داخل هذه المدينة يبقى قليلا جدا وهناك سجل تاريخي هام وحان الوقت لإعطاء تراثنا الأهمية التي يستحقها. الاعتماد على القدرات الجزائرية في ترميم مسجد سيدي أحمد بن يوسف بمليانة من جانبه ركز زكاغ عبد الوهاب مدير الديوان الوطني للتسيير واستغلال المعالم التاريخية ومهندس معماري مختص في الترميم في مداخلته ألقاها ضمن هذا اليوم الدراسي حول "الملتقيات التاريخية بين الأندلس وممالك المغرب العربي من الجزائر" على إبراز معلم مسجد سيدي احمد بن يوسف في مليانة وضريحه الذي تم ترميمه ما بين سنة 2006 و2007 . وأكد عبد الوهاب زكاغ في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية على توفر قدرات جزائرية قادرة على ترميم مسجد أحمد بن يوسف من دون الاستعانة بكفاءات أجنبية داعيا السلطات المحلية والوطنية إلى الوثوق في الإطارات الجزائرية . هذا و تخلل هذا اليوم الدراسي تنظيم عدة ندوات ومحاضرات تاريخية حول التراث وتاريخ الأندلس نشطها دكاترة وباحثون ومختصون .