إنطلقت الحملة الإنتخابية بولاية البيض محتشمة بسبب البرودة القارسة التي رافقتها موجة من الثلوج، أعادت ذاكرة السكان إلى شهر فيفري الماضي، حيث أخذت الولاية غطاءا أبيضا دام لأسابيع، وتزامن الحدث الذي انتظرته 31 تشكيلة سياسية وقائمتين حرتين مع تدشين زعيم الأرندي السيد أحمد أويحيى للحملة الإنتخابية بولاية البيض في ثاني خرجة له بعد ولاية بشار. وحسب زعماء الأرندي بولاية البيض، فقد حرمت موجة البرد القارس التي حطت بالمنطقة، من غير سابق إنذار، حشود المناضلين والمواطنين من حضور تجمع رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، بعد أن اكتظت قاعة السينما »أحمد حرّي« بجموع الفضوليين والمدعوين، الذين قدموا لمشاهدة الوزير الأول عن قرب، الذي بدوره غازل مواطني ولاية البيض بالجانب التاريخي لمنطقتهم والمستقبل الاستثماري الموعود، ودعا الشباب إلى ضرورة إقامة مبادرات إستثمارية بالشكل والنوعية التي تخدم طبيعة المنطقة التي يغلب عليها الطابع الرعوي الفلاحي، مشيرا إلى القروض التي تقدمها الدولة في هذا الشأن والتي تصل إلى قيمة المليار سنتيم. كما دعا السيد أحمد أويحيى إلى تفعيل الفلاحين لنشاطاتهم الموعودة، ودعم الدولة الموجه لهذه الشريحة، لاسيما في مجال القروض بدون فوائد. مواطنو البيض سمعوا بالحملة الإنتخابية، من خلال الفضول الذي انتابهم عن سبب زيارة الوزير الأول لمنطقتهم! وهم الخارجون من نكبة لم يضمّدوا جراحها بعد، والحديث عن فيضانات أكتوبر 2011 التي أودت بحياة عدد من المواطنين، كما خلّفت المئات من المنكوبين منهم من سترته السلطات بسكنات بديلة ومنهم من ينتظر، جنب الوادي المؤهل في أية لحظة كانت للغضب من جديد... لكن مساعي السلطات بادية من خلال إرادتها ورغبتها في إجلاء كافة السكان المجاورين للوادي وهدم حي القرابة، القديم جدا والذي لا يليق وجهه بواجهة البيض العصرية التي يأملها المواطن البيضي، وغازل بها المترشحون النظاميون والأحرار، من يأملون في أصواتهم، في مشاريعهم المقترحة والمقدمة للرأي العام والساحة السياسية، التي يتوقعون ولوجها بعد العاشر من ماي المقبل. ❊ برودة وبداية محتشمة ثلاثة أيام بالبيض، الأحد والإثنين والثلاثاء كانت بدايتها ثقيلة جدا، ومحتشمة لولا زيارة شخصية الوزير الأول والثقل الذي تمثله هذه الشخصية بالنسبة للجزائر قاطبة، وقد تكون للثلوج التي هبت على المنطقة دخل في هذه الأجواء، وقد لامسنا أن الأحزاب القديمة أو قل الثقيلة، قد شرعت في تلصيق لوحاتها الاشهارية، بعد مغادرة وفد أويحيى للبيض، ولم يكن ذلك بالصورة المتوقعة، فكما هو الحال، بمعظم ولايات الوطن، ماتزال اللوحات الإشهارية فارغة في معظمها وقد لاحظ المواطن بهذه الولايات الخلط الذي وقعت فيه التشكيلات السياسية وقوائم المتنافسين. ومن بعيد، تنطلق مكبّرات الصوت معلنة عن مقر لأحد الأحزاب أو القوائم الحرة، وجموع المناضلين والفضوليين تقترب منها، لعلها تعرف وجوها ألفتها أو لعلها تسمع عن خبر يثلج صدرها، قد يمكنها من سكن أو عمل أو مخرج لحياة منكوبة لا يعلم عوزها إلا هو. وقد شرعت التشكيلات المحسوبة على نفسها في تعليق ملصقاتها أمام مقراتها وبالسيارات وحتى بالاماكن غير المخصصة لذلك، ويبدو أن هناك إرادة قوية للمشاركين في الحملة الانتخابية بولاية البيض لمعالجة عمق المشاكل التي تعاني منها الولاية وأهمها، مخلفات نكبة أكتوبر 2011، وأزمة البرد القارس التي يعاني منها المواطن البيضي، الذي يطالب بأسعار مدعمة للغاز لكثرة إستعماله في فصل البرودة الذي يتواصل ويتمدد في أغلب الأحيان إلى تسعة (9) أشهر كاملة. ويسأل المواطن البيضي الذي تغلب عليه طبقة الموالين عن مدى دعم الدولة للأعلاف وأغذية الحيوانات، التي أصبحت هاجسهم منذ سنوات ولحسن الحظ فقد عرفت المنطقة هذا العام، المطر والخير الكثير الذي أغناهم عن الرحيل بحثا عن الكلأ وحماهم من بزناسة المواشي والأعلاف الذين كانوا يرفعون أسعار اللحوم إلى السقف، وهي نفس الأسعار المرتفعة مطبقة بالبيض وبكامل ولايات الجزائر في أيامنا هذه. ❊ إهتمامات في الميزان وأصاب زعيم الأرندي وهو يحدث مناضليه بالبيض لما تحدث عن الدعم الذي كانت تخصصه حتى يصل العلف إلى الموالين المطالبين بتوفير اللحوم للمواطنين الجزائريين بعد مراحل ومحطات عديدة أصاب لما قال أن الدولة لما كانت تبعث (كمثال) كيلوغرام من العلف من العاصمة إلى البيض كان يبلغ هذا الكيلوغرام الموالين بالبيض في حجم 250 غرام فقط، في إشارة إلى المضاربة التي كانت تعرفها هذه المادة وماتزال تعرفها. حيث الشارع البيضي، غلب عليه في أيامه الأولى من الحملة التشريعية الحديث عن البرد والعوز والفضول ولاحظنا إقبالا وتجمعات أمام مقر التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعم قائمته المجاهد الحاج »جيلالي غنيبر« سيناتور سابق لمدة 6 سنوات وعضو بالبرلمان المنتهية عهدته ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني مكلف بالنواب، كما قضى عشرين سنة كاملة كرئيس بلدية في عهد الحزب الواحدوبعدها بالتجمع الوطني الديمقراطي. وعلى مقربة خطوات من الأرندي، يتواجد مقر حزب جبهة التحرير الوطني الذي يتزعم قائمته السيد بوسماحة بوعلام وهو طبيب عام متخصص في طب الاستعجالات ورئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى البيض وعضو بالمجلس الشعبي الولائي. وليس بعيدا عن مقري الحزبين، يظهر تكثل الجزائر الخضراء، الذي اعتلى قائمته السيد مجدوبي بن عبد اللّه من حركة مجتمع السلم، مهندس مدني يحضر شهادة ماجستير بجامعة إيسطو بوهران وعضو بالمجلس الشعبي البلدي بالبيض. وكما أسلفنا الذكر، فقد حظيت قائمتان حرتان بالقبول بولاية البيض بأسماء يتصدرها على التوالي كل من السيد بلمخفي رئيس بلدية أربوات والسيد بلحاج بحوص رئيس بلدية الشقيق. ويتوقع البيضيون من هذا الكوكتال السياسي فوز 5 مترشحين، يرحلون بعد العاشر من ماي إلى البرلمان، وكلهم أمل أن ينقل هؤلاء اهتماماتهم وانشغالاتهم إلى السلطات العليا للبلاد حتى تتجسد على واقع ولاية البيض وسننقل لكم مقاطعا من المشاريع السياسية لهذه التشكيلات في عدد لاحق.