احتشد عشرات الالاف من المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس في مظاهرة جديدة دعا اليها العديد من القوى السياسية تحت شعار جمعة تقرير المصير. وتقول القوى المنظمة للمظاهرة، ومن بينها قوى ليبرالية وحركة السادس من أبريل، إنها تهدف الى استكمال أهداف الثورة، ومنع ترشح من تصفهم بفلول النظام السابق لانتخابات الرئاسة. وردد عدد من المتظاهرين الغاضبين شعارات ضد استبعاد بعض المتقدمين للترشيح في انتخابات الرئاسة المصرية. ورفعت حركة شباب 6 ابريل على منصتها وسط المظاهرة لافتات طالبت باصدار قوانين ثورية للقصاص من أركان حكم مبارك والمتهمين بقتل المتظاهرين ابان الثورة المصرية. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين والقوى السلفية مشاركتها في المظاهرة التي ستكون الثانية التي تشارك فيها بعد المظاهرة الحاشدة التي نظمتها يوم الجمعة الماضي، والتي تركزت على المطالب نفسها. تسليم السلطة: وكتبت جماعة الاخوان على منصة خطابية اقامتها لافتة تقول تسليم السلطة في 30 جوان، في ما بدا تذكيرا للمجلس العسكري الذي وعد بتسليم السلطة الى رئيس منتخب في هذا التاريخ. ويشهد الشهر القادم التصويت في أول انتخابات رئاسية في مرحلة ما بعد الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وكان المجلس العسكري تولى السلطة بعد الاطاحة بمبارك العام الماضي، ووعد بادارة البلاد حتى ظهور نتائج الانتخابات في جوان المقبل. غير أن منتقدي المجلس العسكري يتهمونه بعدم الالتزام بوعوده بنقل السلطة والسعي للبقاء في السلطة عبر ترشيح رئيس يحكمون من خلفه. ويقول المراسلون مرة اخرى يبدو ذلك تحذيرا الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر بأنه اذا لم يتم انتقال صحيح الى الديمقراطية في جوان فأن مصر قد تدخل في ثورة ثانية. وكان مئات من المتظاهرين اغلقوا جسر 6 اكتوبر في العاصمة المصرية يوم الخميس للمطالبة برحيل المجلس العسكري الحاكم. لكن مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإسلاميون أصدر تعديلا قانونيا يمنع كبار مساعدي مبارك من الترشح لمنصب رئيس الدولة ينطبق على أحمد شفيق آخر رئيس لمجلس الوزراء في عهد مبارك وهو أحد 13 مرشحا للمنصب. وعرف التعديل إعلاميا بقانون العزل السياسي. وأحال المجلس العسكري التعديل إلى المحكمة الدستورية العليا للإدلاء برأي فيه وإذا قالت إن التعديل دستوري يمكن أن ترجأ الانتخابات المقرر أن تبدأ يوم 23 ماي. وعلى منصة أقامها أنصار القيادي السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية من الترشح قائلة إن والدته تحمل الجنسية الأمريكية كتبت عبارات إسقاط حكم العسكر وإنشاء محاكم ثورية وتفعيل قانون العزل السياسي. ورفعت على منصة لحركة شباب (6 ابريل) التي برزت خلال الدعوة لانتفاضة العام الماضي لافتة تضمنت المطالبة بإصدار قوانين ثورية للقصاص من مساعدي مبارك والمتهمين بقتل متظاهري الانتفاضة. وقتل في الانتفاضة التي استمرت 18 يوما نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف لم يعاقب أي من المتهمين بقتلهم إلى الآن. وقال خطيب الجمعة مظهر شاهين وسط حماس المصلين وهتافاتهم المناوئة للمجلس العسكري لو عاد هؤلاء ليحكمونا مرة أخرى... سيرملون نساءنا ويقطعون رقابنا... نموت في ميدان البطولة والفداء ولا نموت في بيوتنا كالنساء. وطالب بأن تكون هذه الجمعة جمعة الوحدة بين الجماعات والأحزاب السياسية وهتف وردد وراءه المصلون إيد واحدة.. إيد واحدة. وقال شاهين الذي يكنى بخطيب الثورة هي جمعة فاصلة في تاريخ مصر. ويقول المجلس العسكري إنه حقق الكثير من أهداف الثورة من بينها إجراء أول انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في البلاد منذ نحو 60 عاما. ويشدد المجلس أيضا على أنه سيسلم السلطة للرئيس المنتخب في موعد غايته نهاية شهر يونيو حزيران لكن الإسلاميين يتخوفون من قدوم رئيس من رجال مبارك يمكن أن يضيع مكاسبهم السياسية إذا أصدر قرارا بحل البرلمان. ويواجه البرلمان إمكانية حله أيضا إذا قالت المحكمة الدستورية العليا في قضية معروضة أمامها إن قانون الانتخاب لم يكن دستوريا لأنه لم يطبق مبدأ المساواة بين المستقلين والحزبيين.