يستضيف لأول مرّة منتدى جريدة الجمهورية الجديد في الثالث من ماي المقبل المستشار والوزير الأسبق للإعلام الدكتور محيي الدين عميمور الذي سيكون أول ضيف في هذا اللقاء الذي سيحضره العديد من الضيوف والإعلاميين وكذا رجال السياسة لمناقشة أهم التحدّيات والأشواط التي قطعها في درب السياسة والإعلام، ولا سيما مسيرته الحافلة مع الرئيس الرّاحل هواري بومدين عندما كان يرافقه في أهم الزيارات والإجتماعات التي عقدت آنذاك، وإلى جانب ذلك فإن »عميمور« سيوقع مؤلفه الجديد »نحن والعقيد« من خلال فضاء البيع بالإهداء الذي يحتضنه المنتدى تزامنا مع اليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة وذلك حصريا بمقر الجريدة. وقد جاء إختيار »الدكتور عميمور« في المنتدى الأول للجمهورية لعدة اعتبارات أهمّها أن هذا الأخير كان وزيرا سابقا للإعلام وهو حاليا يدوّن ويؤلف ويحرّر العديد من المقالات الصحفية الهامة حول عدة قضايا عايشها في فترته الحافلة بالمتغيّرات الدولية، وبما أن الثالث من ماي هو اليوم العالمي لحرية التعبير فلن تكون هناك شخصية جزائرية أكثر إلماما بالمقاربات الإعلامية المتغيرة في العالم من الدكتور عميمور ، الأمر الذي دفع باليومية لإستضافته حتى يثري الحضور بأفكاره النيّرة وملاحظاته التي سجلها في مدوّنته السياسية والإعلامية الغزيرتين، وحتى نقرّب للقارئ ونسلط الضوء على هذا الملف فقد إختار ضيف المنتدى وبدقة موضوع »الإعلام الجزائري خمسين سنة من العطاء والتواصل« حتى يصوّر من خلاله أهم الأشواط التي قطعها الإعلام في الجزائر عبر مراحل تاريخه مختلفة كانت كفيلة بظهور معالم التطور بمختلف وسائل الإعلام المكتوبة وكذا السّمعي البصري وذلك باعتماده على تجاربه وأفكاره التي دوّنها في العديد من المؤلفات والمقالات الصحفية، إضافة إلى مناقشته لمواضيع أخرى لها صلة بالحقل الإعلامي المتشعب الذي شهد في السنوات الأخيرة ثورة تكنولوجية هامة ساهمت في ظهور ما يسمّى »بالصحافة الإلكترونية«. وتجدر الإشارة أن منتدى الجمهورية سينظم مرة كل شهر من خلال طرح مواضيع هامة وملفات ساخنة حول أبرز الأحداث المسجلة خلال الشهور المقبلة، حيث سيتم إستضافة شخصيات مرموقة في مختلف المجالات السياسية والإعلامية والثقافية من شأنها أن تثري هذه اللقاءات بمداخلاتها ومحاضراتها الهادفة، في إنتظار أن يكون هناك بث مباشر على أمواج إذاعة وهران الجهوية وتغطية إعلامية لمحطة التلفزيون بالباهية، كما سيتم تسجيل حلقات هذا المنتدى في قرص مضغوط ليتم حفظه كأرشيف خاص بالجريدة ومرجع إعلامي هام لجميع الصحافيين والباحثين وحتى الطلبة الجامعيين، أما فيما يخص مقر تنظيم المنتدى فإن الجمهورية تطمح للتعامل مع إحدى الفنادق الكبرى بوهران حتى تحتضن فعاليات، هذا »الفوروم« الذي يُعدّ منبرا إعلاميا هاما بعاصمة الغرب الجزائري التي تحتكم على العديد من الأحداث والقضايا المثيرة للتساؤل. وبما أننا بصدد الإحتفال باليوم العالمي للصحافة فإن إستضافة الدكتور عميمور تعدّ فرصة هامة للإطلاع على خبابا حقل الإعلام الجزائري والإجابة عن بعض الإستفسارات المبهمة التي طالما شغلت الصحفيين بمختلف المؤسسات الإعلامية، ولمن لا يعرف هذه الشخصية الفذة فهي من مواليد 1935 متحصّل على دكتوراه في الطب، درس بالأزهر الشريف ثم إتجه نحو الدراسة المدنية ليلج كلية الطب وذلك إلى غاية 1957عندما توقف عن الدراسة ليلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني، ثم أكمل دراسته بعد إسترجاع الجزائر سيادتها الوطنية ليصبح بذلك أول طبيب جزائري تخرج من جامعة مشرقية حيث عمل فيما بعد مديرا للخدمات الطبية، شغل منصب محافظ سياسي للبحرية الوطنية وبعدها توقف عميمور عن ممارسة الطب بعدما إستدعاه الرئيس الراحل هواري بومدين ليعمل مستشارا إعلاميا في الحكومة الجزائرية ليواصل نفس المهمة بعد وفاة الرئيس بومدين مع كل من الشاذلي بن جديد ورابح بيطاط في الفترة الممتدة بين 1978 و1984 وأختير آنذاك عضوا في النخبة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ثم عيّن سفيرا للجزائر في باكستان في الفترة الممتدة بين 1989 و1992، ثم اختاره الرئيس الأسبق اليمين زروال لعضوية مجلس الأمة في الثلث الرئاسي عام 1998، ثم عيّن في حكومة الرئيس بوتفليقة وزيرا للإتصال والثقافة بين 2000 و2001 وأعاده الرئيس بعد خروجه من الحكومة لمجلس الأمة حيث أختير عام 2003 رئيسا للجنة الشؤون الخارجية، وهو حاليا يساهم بالعديد من المقالات في الصحف الجزائرية والدولية كما أن له إصدارات هامة.