أكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر لورا بايزا أن الجزائر و الاتحاد الأوروبي سيوقعان "في القريب العاجل" اتفاقا حول التفكيك الجمركي ، و أوضحت بايزا الثلاثاء للصحافة عقب انتهاء مهامها بالجزائرا أن "هناك روح جديدة أكثر إيجابية تسود" بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي وهو ما حفز تقدم المفاوضات حول التفكيك الجمركي و الذي قرر الطرفان التوصل إلى حل بشأنه في ظل الاحترام الصارم لتوازن مصالح كل طرف". و قالت الدبلوماسية الأوروبية "من المنتظر أن نتوصل إلى اتفاق في القريب العاجل" مؤكدة بالتالي التصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي خلال اللقاء الذي جمعه أمس الاثنين بنظيره الفرنسي. و كان مدلسي قد أعلن خلال المؤتمر الصحخفي الذي نشطه مع وزير خارجية فرنسا بحر هذا الاسبوع انه تم الانتهاء من رسميا من مسألة التفكيك الجمركيفي اشارة الى المفاوضات التي كانت تعرف بعض العراقيل والتي تطلبت عددا كبيرا من الجولات لوضع صيغ مناسبة لتجاوزها . و في هذا الصدد أوضحت بايزا أن ديناميكية التعاون الجديدة بين الطرفين ترجمت من خلال تكثيف الزيارات التي أجراها مسؤولون أوروبيين سامون للجزائر و التي سمحت "بإحراز تقدم في العديد من الملفات لا سيما فيما يتعلق بمشاركة الجزائر في السياسة الأوروبية الجديدة للجوار و مذكرة التفاهم حول الطاقة" التي ينتظر أن تتم المصادقة عليها قريبا. و بخصوص سياسة الجوار الأوروبية المجددة التي قررت الجزائر المشاركة فيها في ديسمبر 2011 أوضحت بايزا أن التفاوض بخصوص مخطط العمل بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي حول هذه المشاركة "سيشكل حدثا هاما في علاقاتنا خلال الأشهر المقبلة" ، و يهدف مخطط العمل هذا إلى "ترسيخ" الالتزامات المتبادلة بين الطرفين و السماح بتحديد الأهداف التي سيرتكز عليها التعاون الثنائي و ضمان "تقدم ملموس يسمح بالتأثير على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للطرفين". و في سياق حديثها عن علاقات التعاون الثنائية منذ وصولها إلى الجزائر في نوفمبر 2008 ذكرت بايزا بأنه تم منح 392 مليون أورو للجزائروهو ما يعادل 39 مليار دينار في الفترة الممتدة بين 2007-2013 وهي الاموال التي ستوجه لتنفيذ برامج التعاون المحددة وفقا لمحاور العمل الرئيسية التي تم اعتمادها من طرف الحكومة الجزائرية لنفس الفترة ، كما يتعلق الأمر بالنمو الإقتصادي و التشغيل و تعزيز الخدمات العمومية القاعدية و التنمية المستدامة و الثقافة. و في هذا السياق أعربت رئيسة البعثة الأوروبية بالجزائر عن ارتياحها للنجاح الذي سجلته مختلف المشاريع المدرجة في إطار هذه البرامج. و تاكد هذا النجاحعلى مستوى امتصاص الأموال الممنوحة و التي انتقلت من نسبة استهلاك تقدر ب 38 بالمائة ما بين 2003 و 2008 إلى حوالي 100 بالمائة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حسبما ذكرته بايزا. و تتمحور هذه الأدوات حول التوامة بين المؤسسات الجزائرية و نظيراتها الأوروبية و ملتقيات الدعم التقني و تبادل المعلومات الموجهة للمسيرين القطاعيين الجزائريين و دعم الميزانيات القطاعية المتمثلة في مساهمات مباشرة للإتحاد الاوروبي في ميزانية الدولة على القطاعات المستهدفة. من جهة أخرى ، تطرقت بايزا إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تهريب المخدرات مذكرة في هذا السياق بالزيارة التي قام بها مؤخرا منسق الإتحاد الاوروبي المكلف بمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف و التي سمحت له بالتطرق إلى هذه المسألة مع السلطات الجزائرية و المالية.